مضى حوالي شهر كامل عن بروز موقف حاد وحساس وخطير، تبديه قوى الحرس المدني الاسباني بباب سبتةالمحتلة، ضد المغاربة الذين يتوجهون نحو مدينة سبتة السليبة . والمقصود - لا محالة - هو وضع السلطات المغربية أمام موقف حرج، يصعب تداركة ،وتقييمه، ومواجهته بالأساليب المرضية ، حيث أن الأمر يبدو صعبا على الفهم ، وينذر بحدوث الأسوأ، إن لم يتم تداركه ، ويتعلق الأمر بالاجراءات الغير الطبيعية التي اتخذتها قوى الحرس المدني الاسباني، والمتعلقة بمنع السير العادي والسليم للمغاربة، الذين يقصدون مدينة سبتةالمحتلة ، منهم من يشتغل في البيوت ،ومنهم من يمارس وسائل متعددة للربح المعيشي، ما بين تسويق واستثمار وتبضع ومتاجرة، وكذا كل فعاليات الاسترزاق المعهودة . وبدون ذكر التفاصيل المملة والطويلة، يجدر الاشارة إلى ما تقوم به سلطات الاحتلال ، حيث أنها أعلنت عن غيضها وسلوكاتها الشنيعة ضد المغاربة ، في قيامها بإجراء وممارسة الحضر القانوني والعملي على كل من يقصد هذه المدينة السليبة . وذلك أن هذا التطبيق الفعلي لهذا الاجراء اللاعقلاني، يبدأ عند الساعة السادسة ونصف صباحا، منذرا بغيوم وحدوث أزمات غير محمودة ، حيث تعمد على إرغام جميع السيارات التي تحمل لوحة أرقام مغربية بالعودة والرجوع من حيث أتت ، مما يولد إحباطا متزايدا، وتناميا متواصلا، للفوضى والتسيب ،اللذان لن تقتصر آثارهما على المنطقة فقط ، بل يكون لهما وقعا يتجاوز ويتعدى الوطن والأرض الأجنبية . ومن سلبيات المتوقع حدوثها كنتيجة لهذا الاجراء التعسفي والغير المقبول أن الضغط المتواصل على المغاربة، سيبلغ ذروته، مؤديا إلى انفجار، يصعب التكهن لنتائجه، وكأسطع دليل ،وأبلغ شاهد ،هو ما قام به أحد المواطنين يوم الثلاثاء 9 ماي 2017، عندما استفزه الحرس المدني الاسباني ، حيث قطع قفا عنقه بسبب إحساسه بالتحقير والذل والمهانة، التي كان فاعلها االمغضوب عليهم من الحرس المدني الاسباني ،عند باب الدخول إلى المدينة السليبة . إذ كيف ولا وقد جرد إنسان من حقه الأساسي في الرزق، والعيش المتواضع . هذا في الوقت الذي نجد فيه ساكنة مدينة سبتة بمختلف أجناسها وشرائحا، تتخذ من المدن الشمالية كالفنيدق - المضيق -مرتيل - تطوان مصدرا أساسيا للتبضع واستهلاك خيراتها، من خضر، وفواكه، ولحوم، وسمك على اختلاف الأشكال والأنواع، بدون حواجز أو قيود .وقدسبق لجريدة تطوان بلوس الاخبارية أن نبهت وأشارت إلى الاضطراب الشديد الذي يجثم على معبر باب سبتةالمحتلة ، لعله تكون هناك آذان صاغية ،وعيون ناضرة، وقلوب فاهمة ، حتى يتم الاستجابة لحقيقة الوضع السائد بباب سبتةالمحتلة، وايجاد الحلول المناسبة له ، ولا سيما أن الأمر ليس مجرد معادلة اقتصادية رياضية ، بل هي شأن إنساني تأبى الموافقة عليه كل الضمائر الشريفة ، لكن الجدير بالاهتمام، والمثير للانتباه، هو موقف الحكومة المغربية من هذا الأمر ، حيث أنها لم تحرك ساكنا، ولم تنطق ببث شفة، ولم تبد موقفا واضحا ، مما يستدعي طرح العديد من الأسئلة، ومنها التساؤل التالي وهو ماذا وراء هذا السكوت الثلجي ؟ وما هي خلفياته ؟ وما هي تطورات القضية ؟ فهل هوصمت القبول والرضا ؟ أم الحيرة والتفكر ، ولكن الواجب القيام به هو التدخل المسؤول والايجابي، الذي يهمنا جميعا كأفراد ننتمي إلى عائلة الانسانية