بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لرحيل الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي نظمت جمعية أمزيان ندوة تحت عنوان "الريف، النخب، والتحولات الدولية" وذلك يوم السبت 11 فبراير 2017 بدار الأم بالناظور. وتندرج هاته الندوة ضمن إطار تسليط الضوء على تاريخ منطقة الريف المليء بالبطولات والملاحم بتأطير كل من الدكتور فارس المسعودي، والباحث اليزيد الدريوش، والناشط الحقوقي فيصل أوسار. الباحث في تاريخ الريف اليزيد الدريوش افتتح مداخلته بسرد الشخصيات التي لم يذكرها التاريخ كثيرا رغم كل ما قدموه من تضحيات، كما أشار إلى أهمية معركة "سيدي ورياش" باعتبارها الحرب الريفية الأولى فيما "الشريف محمد أمزيان" كان قائد الحرب الريفية الثانية أما المعارك التي قادها الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي تعتبر الحرب الريفية الثالثة. فيما إستهل المداخلة الثانية الدكتور فارس المسعودي بنبذة حول بحثه الذي كان موضوع نيله للدكتوراه "الريف، النخب، والتحولات الدولية" وكيف تتطرق إلى السياق التاريخي ما بين 1900-1930 الذي تتبع فيه منهجية مجموعة من العلوم في بحثه كالسوسيولوجيا والأنتروبولوجيا...، كما أشار إلى أهمية معركة "إغزار ن أوشن" مرورا بأهمية الشريف محمد أمزيان ودوره في إتحاد قبائل قلعية، وإلى محطة محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي كان يتسم بذكاء منقطع النظير ما جعل منه رمزا عالميا للتحرر. وتميزت المداخلة الثالثة للناشط الحقوقي فيصل أوسار بضرورة ربط الحاضر بالماضي واعتبر أن ما يعيشه اليوم الريف من حصار وتهميش ممنهج تمخض عنه حراك شعبي باحتجاجات رافقته أعلام الجمهورية الريفية ليس بالشيء الاعتباطي لأنه جزء من تاريخنا وهويتنا الذي نعتز ونتشبث به وفي مقابل ذلك نتعرض لاعتقالات بالجملة والعسكرة التي يواجه بها أبناء المنطقة خصوصا أن الشعب الريفي كان جد مؤطر في حراكه. وفي الأخير عرفت القاعة تفاعلا مهما من الحضور سواء الفاعلين أو المهتمين بتاريخ المنطقة للإجابة حول بعض الإشكالات العالقة والمرتبطة بالريف.