شكل تصريح الأمين العام لحزب العدالة والتنمية "عبد الإله بنكيران" خلال اللقاء الخطابي الذي نظمه حزب "المصباح ليلة السبت فتح محرم، 1 أكتوبر 2016، في إطار حملته الانتخابية، صدمة و استغرابا و استنكارا في صفوف الحاضرين للتجمع الخطابي و الرأي العام المحلي التطواني عموما الذي عاين واستمع لما لا يصدقه العقل، و لا يستوعبه المنطق. قال "بنكيران" بالحرف و العهدة عليه، أن أجرته الشهرية تكاد لا تكفيه و زوجته، بل بالكاد استطاع أن يجهز و بمشقة كبيرة مطبخ و صالون منزله الخاص. هل هدا كلام معقول صادر عن رئيس الحكومة مسؤول داخل حزبه؟ على حد علم المغاربة فرئيس الحكومة يتقاضى أجرا صافيا يقدر بثمانية ملايين سنتيم أو أكثر فضلا عن امتيازات التنقل، و مجانية السكن الوظيفي والماء والكهرباء والهاتف والخدم، والتعويضات الجزافية وأخرها الحراسة الأمنية.... هل يتهكم "بنكيران" على الناخبين عموما، فما أدراك ما خلفه هدا الكلام من وقع سيء جدا على الفقراء منهم؟ كيف لمن يتوفر على وضعية مادية مريحة مثل رئيس حكومة المغربية أن يدعي أنه معوز لكونه لا يكفيه الدخل المذكور لتلبية حاجاته المادية. وما هو الذي يسعى إليه "بنكيران" خلال مثل هذه التصريحات؟ هل استفزاز الناخبين بصفة خاصة وساكنة تطوان بصفة عامة، أو للضحك على ذقونهم وستبلاد بسطائهم؟.... ماذا دهاه رئيس الحكومة ليرفع تظلما واهيا مثل هدا أمام ساكنة تطوان الأبية؟. علما أن تطوان لم تشهد مثل هذا الحدث ولم يسبق لأي قيادي سياسي و لا حتى شخصية عمومية عادية، أن صرحت بمثل هدا الهراء الخادش لذكاء التطوانيين. هذا الأمر لم يترك أي مجال للذين تم اقتطاع جزء من تقاعده أو تقليص معاشه أو أجره الذي لا يساوي شيئا من ماهية "بنكيران" وامتيازاته؟ هل "بنكيران" يسعى من خلال تسوله لولاية ثانية إلى استكمال ما بدأه في مطبخه وصالونه؟ ما هذا موصفه العديد من المراقبين بالتردي الذي بلغه الخطاب السياسي لحزب العدالة و التنمية ممثلا في تصريحات أمينه العام؟. إذا كان السيد "بنكيران" يقول بعظمة لسانه أن أجره لا يكفيه، ماذا ستقول المرأة الأرملة بدون معيل وليس لها راتب يمكن بفضله أن يقلل من معاناتها، وما ليلة البائس المسكين الذي يتصايح أولاده من حوله جوعا ولا يجد ما يسد به رمقهم، بل حتى بمورد ضعيف، ماذا ستقول الإطار المعطلة من حاملي الشواهد يا "بنكيران"؟ ... ربما السر في طمع "بنكيران" في ولاية ثانية هو إقرار مضاعفة أجر رئيس الحكومة وأجر الوزراء الذي لم يتأتى له في الولاية المنتهية، ومن بعده التقاعد المريح (أنا وليكون من بعدي الطوفان) والطوفان لبقية الشعب المغربي المكتوي بزيادة الأسعار التي خلفها وراءه هدا المفتري مثله مثل "جوج فرانك أفلال" .