كعادته في كل مهرجان خطابي أو خرجة إعلامية ، يأبى رئيس الحكومة إلا أن يخرج بتصريحات نارية وغير محسوبة . هذا ما حصل في التجمع الخطابي الإنتخابي الذي عقده حزب العدالة والتنمية مساء يوم أمس الثلاثاء 25 غشت الجاري بمسرح الهواء الطلق بالولاية بمدينة تطوان ، حيث وصف المعارضة بالبرلمان بالفاشلة والمرتزقة ، مشددا أنها عاجزة عن طرح الأسئلة في البرلمان، فكيف لها أن تجد الحلول . ووجه بنكيران سهام النقد إلى حميد شباط مجددا، عندما قال أنه لم يأت إلى تطوان ، لعقد اجتماعات في المكاتب وسرقة اللوحات الفنية للمدينة ، بل أتى للقاء مواطني تطوان فقط . وأضاف بنكيران أن سكان مدينة تطوان طيبون وكريمون جدا، وأنهم اعتادوا التبضع واللباس مما يقتنونه من "الطرابو" في إشارة إلى سوق الغرسة الكبيرة، التي تبيع الملابس المستعملة. وأضاف بنكيران أن ظاهرة الإصلاحات التي تعرفها مداخل والمحاور الرئيسية بالمدينة، عادة استنسخها المسؤولون التطوانيون من نظرائهم بمدن الداخل، الذين يتسابقون إلى تزيين مواقع التدشينات، وسرعان ما يزيلونها بعد انتهاء مراسيم التدشينات ، في إشارة إلى التدشينات الملكية بهاته المدن . وشدد رئيس الحكومة على أن حكومته قامت وستقوم بإصلاحات كبرى تهم أساسا إصلاح صندوق المقاصة، وصناديق التقاعد، وأنه عازم على عدم الزيادة في أجور الموظفين . وعاد رئيس الحكومة إلى أسطوانة المظلومية، عندما أكد أنه يشعر بالخطر على نفسه وعلى حياته، مشددا على أن "الشعب المغربي يستحق أن يموت المرء من أجله في سبيل الله"، مضيفا "مهما يحصل مادام هذا الشعب وعى إذا عشنا، عشنا معا وإذا متنا فسنكون مطمئنين على أننا تركنا الوطن في أياد أمينة". وختم ابن كيران تصريحه أنه أول وآخر رئيس الحكومة الذي يضحك المغاربة . لكن اللافت في هذا التجمع الخطابي، هو غياب الأمين بوخبزة، أحد مؤسسي الحزب بالمدينة وأحد القادة التاريخيين لحركة الإصلاح والتوحيد، والذي ذكره بنكيران في كلمته، دون أن تلقى التجاوب المطلوب، مما يؤكد أن حزب العدالة والتنمية بالمدينة يعيش شرخا صارخا في صفوفه ، سيما وأن الأمين بوخبزة يقود الحملة الانتخابية لوكيل اللائحة الجهوية لحزب المصباح فقط في الجماعات القروية والبوادي ، دون أن يقودها بمدينة تطوان.