ينتظر الرأي العام الوطني والدولي صدور أول كتاب تحت إشراف عاهل البلاد الملك محمد السادس ، كما يعتبر الإصدار الأول للمعهد الملكي المتخصص في تاريخ المغرب والذي أخذ الإذن من الملك للإستعانة بأرمدة من خبراء التاريخ والمؤرخين المتعاقبين على توثيق تاريخ المملكة المغربية . وهذا وسينشر الكتاب باللغتين العربية والفرنسية ، وسيتوقف عند نهاية حكم الحسن الثاني ، ويشار أن الكتاب حضي بعناية وتمحيص شديدين لحساسيته وأهميته ، وتأتي هاته الخطوة تكريسا لإنفتاح عاهل البلاد وأريحته في إعطاء مفهوم جديد للحكم ، واستمراريتا لفلسفة العهد الجديد والتي تروم تقريب الملك من الرأي العام الوطني بشكل مغاير، لكن هاته المرة من باب التاريخ عبر تحيين الوقائع والمحطات الحاسمة التي رسمت ملامح الدولة المغربية ، تجسيدا وإشارة على تشبث الأسرة العلوية بالتربة المغربية في جميع تجلياتها . وحري بالذكر أن الكتاب سينشر تحت عنوان تاريخ المغرب تحيين وتركيب وتحت إشراف وتقديم المؤرخ محمد القبلي رئيس المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، وهو المعهد الذي خرج إلى الوجود سنة 2005 ، وسيتم عقد ندوة صحفية من طرف المعهد لتقديم الكتاب يوم 17 نونبر الحالي أي قبل يوم واحد من عيد الإستقلال موعد وضع الكتاب بين أيدي القراء . ومما جاء في تقديم الكتاب والإستراتيجية المعتمدة في الإشتغال عليه : "يعتبر هذا المؤلف نتيجة لمحاولة وضع تاريخ تركيبي للمغرب. فبجانب اعتماده على النتائج المستخلصة من أبحاث تجمع بين الجدة والجودة، يكون هذا العمل قد اعتمد مقاربة تقوم على تعدد الاختصاصات، حيث تم إنجازه بتعاون بين باحثين أغلبهم من المؤرخين وبين غيرهم من المنتمين لاختصاصات متنوعة أخرى. وهكذا فإن المشروع بانفتاحه على مجموعة من الحقول العلمية قد سعى إلى القيام بتطويق نقط الظل في تاريخ المغرب كما عمل على إلقاء الضوء على العديد منها من غير شك، يحذوه في كل مكان هذا رغبة جامحة تهدف إلى دعوة القارئ إلى التساؤل والاستئناس بمشروع يود أن يكون مجرد مشروع متناسق يستهدف إعادة قراءة هذا التاريخ." وتجذر الإشارة إلى أن هاته المبادرة خلفت أثرا طيبا لدى الطبقة السياسية والفكرية في البلاد لنبل أبعادها ومقاصدها في تثبيث الدولة المغربية كدولة قوية بتاريخها وبمؤسستها الملكية .