ففي إطار مواكبة الاستراتيجية الوطنية لإدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم، وسعيا الى تشجيع الانخراط في هذا المجال والمساهمة في تجديد طرق التنشيط التربوي، وخلق متعة التعلم بتحسين جودة التعلمات، تم تنظيم لقاء تربوي حول موضوع "التكنولوجيات التربوية ومتعة التعلم، توسيع لآفاق التعلم وحد من ظاهرة الهدر المدرسي" أطره المفتش التربوي السيد نور الدين مشاط عضو المجلس الاعلى للتعليم. وذلك يوم الأربعاء 20 ماي 2015 ابتداء من الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال بمقر الاكاديمية طنجةتطوان. فقد مهد لمحاضرة الاستاذ نور الدين المشاط رئيس قسم الشؤون التربوية في الاكاديمية الجهوية طنجةتطوان عبر تثمين تنظيم اللقاء في افق تنظيم ملتقى دولي حول الموضوع ،واعتبر المحاضرة تكتسي اهمية بفعل مجموعة من الاحصاءات التي تجعل من التكنولوجيات ضرورة واكتسابها حق للأجيال القادمة ،كما ذكر مجهودات وأدوار المركز الجديد وهو المركز الجهوي للتكنولوجيات التربوية في الجهة . وقدم الاستاذ المحاضر مقدمة عرض فيها الدور الريادي التي تلعبه التكنولوجيات التربوية في فتح آفاق واسعة للتعلمات داخل فضاء المدرسة وخارجه. وأضاف المحاضر فلا يُعقل أن نتشدق بأن هدفنا الاحتفاظ بالمتعلم في القسم، حتى ولو بات ذلك المتعلم يعتبره سجنا. وإنما يكون هدفنا الاستجابة لحاجياته المختلفة وتأهيله ليلعب أدوارا طلائعية في مجتمعه بكل ما تحتاجه وما تقتضيه تلك الأدوار بغية تكريمه وإشعاره ليس بالانتماء للوطن وحبه فحسب وإنما بأن له دورا مهما لا غنى عنه في مجتمعه. وتلك لعمري معركة بناء الإنسان في مقابل بناء الأوهام والأشباح. وقبل ان يسرسل الاستاذ نور الدين المشاط في محاضرته قدم بعض المصلحات كتعاريف اولية فعرف الهدر المدرسي بضياع الإمكانات المادية (الوسائل) والمعنوية (الجهد والزمن) دون بلوغ الأهداف المرجوة في الأوقات المحددة وبالجودة المرغوبة ، وفصل في اختلاف التسميات في التكنولوجيات التربوية معتبرا المصطلح كل الممارسات التي تروم تسهيل التعلم وتجويده وتوسيع فضاءاته (الفضاءات المادية والافتراضية (virtuelle)) وتحسين أداء الفاعلين التربويين باعتماد الموارد التكنولوجية (Ressources technologiques) المختلفة. ومنه دخل السيد عضو المجلس الاعلى للتعليم الى وصف وضعية المدرسة المغربية ببؤس المدرسة التي ترتسم المعاناة على وجوه أطفال قدموا إلى المدرسة بأحلام وردية لما تمثله في مخيلتهم من عطاء لا محدود وفضاء جميل وتواصل رحيم متفهم، فاكتشفوا سجنا ضيقا بقضبان على نوافذه، وسوط بيد سجانيه، ووسائل وطرق تمتهن كرامتهم وتحط من قدرهم وتعيق تطور معارفهم وتحرمهم من اللعب والحرية. إكتشفوا كم هم كعنزة السيد سوغان ينظرون من النوافذ بعيون ذابلة تنتظر ساعة الفرج.. ساعة قرع الجرس ليلقوا بالمحافظ في الهواء ويسلموا سيقانهم للريح باتجاه الفلاة..! وكان المحاضر قد بنى هذا الوصف اعتمادا على الدراسة الاستقصائية التي قام بها المرصد الوطني للتنمية البشرية حول الأسر (2014) أن ثلث الشباب تقريبا ممن يتركون المدرسة مبكرا يفسرون انقطاعهم عن الدراسة بكونهم (لا يرغبون في المدرسة) و إن من بين الأسباب المهمة للانقطاع المبكر عن الدراسة أيضا، (حسب دراسة استقصائية ميدانية للمرصد الوطني للتنمية البشرية (2012))، "نفور" التلاميذ من المدرسة. وبالفعل فقد أكد حوالي 31,9 % من الأسر أن الانقطاع المبكر يرجع إلى كون الأطفال "لا يحبون المدرسة". وأضاف ان عوامل إنتاج البؤس داخل الفضاء المدرسي كثيرة:بكون المدرسة لا تساير تميز النجباء فيحسون بالغبن وإضاعة الوقت (الحياة) وعوض أن تخدمهم المدرسة تصبح عامل صهر لهم ليتقهقروا ويصبحوا عاديين. (أي عقلية أقبرت ثانويات التميز؟ وبأي مصوغات؟) وانها تخلق التعثر لأنها لا تمشي وإيقاع الضعيف (فهي تعمل وفق إيقاع سير متعلم متوسط..) مع غياب وسائل الإيضاح والإفهام والتنشيط (الأنشطة المندمجة اعتماد البيداغوجيات الحديثة في التدريس)و التواصل الكريم و التحفيز. على ما تقدم من وصف للمدرسة اكد الاستاذ المحاضر ان احدى طرق تجاوز البؤس هو الاعتماد على سحر عالم التكنولوجيات وقدراتها عبر افرازها متعة التعلم وحب المدرسة باعتبارها عالم يقدم مجموعة من المثيرات وأداة للتعلم بالمشاريع والمهام و حسب الإيقاع والمستوى ومنصة التعلم الذاتي وتعلم التعلم. وختم السيد نور الدين المشاط بإننا بحاجة إلى عقول إبداعية لها قدرة تأملية نوعية، تعمل بعقلية الفريق وتخطط بشفافية ودون خلفيات وتضع المصلحة العامة في المقدمة متمثلة مجتمع النمل الذي لم نرق بعد إليه. أنذاك ستصبح المادة في أيدينا سببا من أسباب الرقي لا أن تصبح سببا في خراب البيوت. تقرير احمد الصنهاجي رابط المحاضرة لمن يريد تصفحها على الانترنيت http://www.4shared.com/file/IWFb7Cd7ba/__online.html