يوم الجمعة هو أعظم الأيام عند المسلمين، فقد فضله الله على ما دونه من الأيام وما سواه من الأزمان. وقد ذكره الرسول الكريم فقال: (إن خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة). ويرتبط هذا اليوم بصلاة الجمعة التي تجمع شتات المسلمين على الكلمة الطيبة، وتوحد صفوفهم على التقوى تعريفها الجمعة هي كل ما يجمع الناس في جماعات، وهي اليوم الذي بين الخميس والسبت. وصلاة الجمعة هي العبادة التي يؤديها المسلمون في ذات اليوم بالمساجد، حيث يصلون ركعتين للظهر خلف الإمام بعد الاستماع للخطبتين. حُكمها اتفق أهل العلم على أن صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم ذكر. وأجمعوا على أنها ركعتان تؤدان خلف الإمام بعد الخطبتين. وقد فرضت على المسلمين في مكة قبل الهجرة النبوية لكنهم لم يؤدوها في مكة لقلة عددهم وضعف شوكتهم. وقتها يرى أهل العلم أن فترة الزوال هي الوقت الشرعي لصلاة الجمعة. حيث يرى مالك، وأبو حنيفة، وعلماء المسلمين السابقين والتابعين من بعدهم أن الجمعة لا تصح إلا في وقت الظهر ولا تجوز قبله. شروطها أول شروط صلاة الجمعة الوقت، فلا تصح قبل الوقت ولا بعده. وثانيها حضورها في جماعة فلا تصح منفردة. وثالثها أن تصلى بعد خطبتين، ورابعها الذكورة. وخامسها الحرية. وسادسها الإقامة في مكان انعقادها. وسابعها القدرة على الذهاب إليها. إضافة إلى العقل والبلوغ والإسلام التي تشترط في باقي العبادات. فضلها من فضائل صلاة الجمعة أن الله يغفر لعباده ما بين الجمعتين من ذنوب وآثام عدا الكبائر. ومن فضلها أيضا جلوس الملائكة عند أبواب المساجد لتسجيل القادمين أولا بأول، فيستغفرون لهم طيلة بقائهم في المسجد. ومن فضلها كذلك أن كل خطوة نحو المسجد لأدائها تعادل في الثواب صيام سنة وقيامها. خطبتها يُقصَد بخطبة الجمعة الخطبتان اللتان يلقيهما الإمام قبل صلاة الجمعة وهما من الأهمية بمكان، حيث يتم من خلالهما تذكير وتوعية المسلمين وتوجيههم في أمور دينهم ودنياهم. وقد أجمع أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة على أن الخطبتين ضروريتان لانعقاد الجمعة. ومن شروطها أن تقع في وقت الجمعة، وأن تكون قبل الصلاة، وأن تلقى في جماعة من الناس، وأن يُرفع الصوت بها، وأن يوالي الخطيب بينها وبين الصلاة دون تأخير بينهما.