قبل مجيء " زعيم السيبة بجماعة دار بنقريش " إلى المنطقة الفلاحية المسماة غرسة الماء بالقرب من تجزئة حي النهضة ، كل شيء كان على ما يرام بين أهل الجوار الواحد و أصحاب القطع الأرضية الفلاحية المتواصلة و المتجاورة فيما بينها ، فالكل يحترم ملك جاره ، و يعرف و يعترف له بالحدود الجغرافية التي تفصل بين أرضه و أرض غيره . كما أن المعالم الطبيعية و البيئية بينهم محترمة لحد التقديس ، و لم يسبق لأحد منهم أن قام باعتداء أو سطو أو ترام و لو على النزغ القليل من منقوله أو عقاره ، إلى أن دقت ساعة الليل الأسود ، و بدا الظلام الحالك يحل على فضاء غرسة الماء المسكينة و الوديعة ، لينتشر هول خبر حلول زعيم السيبة المسمى (خ،و) . الذي قيل عنه وقتها إنه جاء كالصاعقة ليتقني له هناك قطعة أرضية و هي التي تبدو بالصورة أعلاه حاملا معه مخططا لوضع اليد على ما يمكنه من المنطقة إما بالشراء إن استطاع إليه سبيلا ، و إما بالسطو و الترامي ، و إما التحرش و ممارسة كل أشكال السيبة و انتهاك حقوق جيرانه و تضييق عليهم ، خاصة و أن الكائن الذي حل بالمنطقة ترافقه سمعة سوابقه القضائية السيئة و الفروصو الذي ترتعد منه الفرائص ، و الغول الذي يَقهر و لا يُقهر . و بعد حلوله بالأرض المشتراة ، شرع في مرحلة أولى في تأمين ملكية أرضه و التوسع على حساب جاره الأستاذ . و علما منه بأن الأجزاء الحدودية المنحدرة من أرضه من ناحية الغرب هي جزء لا يتجزأ من ملكه طبيعة و عرفا و لا يمكن لأحد أن ينازعه فيها قام على الفور بتطويقها بطوق من الاسلاك الشائكة لفرض ملكيته عليها كما هو واضح بالصورة المكبرة أسفله ، و لحد الساعة لم نسمع من أحد أنه اعترض عليه في شأن العمل الذي قام به لعلم الجميع أن المصطلح عليه ب "أكمار" أي الأجزاء الحدودية المنحدرة من الأرض العلوية هي دائمة بالجغرافية و الطبيعة و العرف ملك لصاحب العقار العلوي . غير أن " زعيم السيبة " لغطرسته و تسلطه و سطوه على حق الغير لم يلتزم بالقاعدة المؤسسة على الجغرافية و الطبيعة و العرف في حق الأجزاء الحدودية المنحدرة من الأرض الأستاذ و التي كانت تقدر وقتها بما يزيد على مترين و نصف عرضا و بما هي عليه لحد الساعة طولا و ما يزال نظير لها على الحدود الفاصلة بين أرض الأستاذ و ارض المرحوم قدور الملقب بالفروري ، كان الأستاذ تركها ممرا للراجلين ، و إنما شرع في تطبيق السياسة القائمة على منطق (( حلال علينا حرام عليكم )) . فقام على الفور بقضمها و جرفها و التدمير بالقوة لكل معالمها الطبيعية و ما كان عليها من نباتات و أشجار و أحراش ثم ضمها إلى أرضه في عملية سطو و نهب مكشوفة و اعتداء متعمد على البيئة . ثم بعد ذلك شرع الزعيم المتسيب في مرحلة ثانية في نصب جدار من الاسمنت و الأجور المحروق على طول الحدود المسطو عليها و نشر خلايا النحل ، ليغلق المدخل على أرض الأستاذ ، و يمنعه من التصرف في ملكه و يلحق به و بفلاحته و مغروساته أقصى ما يمكن من الضرر طبقا لما أثبتته شهادة الخبرة الفلاحية للخبير الفلاحي المحلف لجماعة دار بنقريش التي تم نشرها في بعض المناسبات ، و المعززة بالوثائق المصورة أسفله . و للإشارة فإن مجموع المساحة التي تم قضمها على الشريط الحدودي من قبل زعيم السيبة تقدر بما يزيد على 55م2 . و إذا كان لسائل أن يسأل لماذا اتسم سلوك صاحبنا الزعيم السايب بكل هذه العدوانية و الرغبة في النهب و التسلط على ما ليس له ، فإن الجواب يظهر من خلال الوضع الحالي لأرض الأستاذ بعد عملية السطو المبينة في هذا التقرير . ذلك أن هذا الوضع المفروض بالسيبة و قانون الغاب قد حول ارض الأستاذ الى حديقة خلفية لصاحبنا الزعيم ، خصوصا بعد أن شيد له هنا سكنا عشوائيا ضدا على القانون تحت مرأى و مسمع الجميع ثم أطلق فيها العنان لأبنائه و حولها إلى حظيرة لتربية دواجنه و خلايا نحله ، و مطرحا لطرح نفاياته و أزباله .. إن صاحبنا المتسيب الطليق اليد إنما أراد بكل ما فعله وضع اليد على ملك غيره بدون بيع و لا شراء و لا تأجير و لا تفويض ، هذا هو ما فعله متزعم ظاهرة السيبة بجماعة دار بنقريش . و الغريب أن من يطلع على تاريخ منطقة دار بنقريش و عموم أحوازها من قبيلة بني حزمر التي كانت تسمى ببني يجم خلال القرن العاشر الهجري و ما تلاه ، يدرك إلى حد كبير كيف كان هذا التاريخ معطرا بأريج البطولات ، و بكثرة العلماء و الأولياء و الصالحين ، و معقلا للمجاهدين و أبطال المقاومة الوطنية الذين ضحوا بالغالي و النفيس دفاعا عن مقدسات البلاد و حماية لحدود شمال المملكة أسوة بباقي القبائل الجبلية تحت قيادة سلاطين البلاد و خاصة منهم سلاطين الدولة العلوية الشريفة . بل و يصيبه العجب كل العجب كيف أمكن لزعيم السيبة أن يستقر بطغيانه و تسلطه على أرض عرف أهلها بشدة إخلاصهم لدينهم و وطنيتهم و تمسكهم القوي بمؤسستهم الملكية و الجالس عليها المنصور بالله و المحفوظ بالسبع المثاني و القرآن العظيم ، و أيضا كيف أمكن لمثل هذا الشخص أن يجد متسعا له خصوصا بإحدى المؤسسات الأكثر قربا من المواطنين و عناية بشأنهم و هي مؤسسة الجماعة القروية حيث يقال بأن المعني بالأمر قد أصبح يحتل فيها منصب رئيس فريق العمال المياومين و المأجورين ؟؟ من غير أن يكون منتخبا من قبل الساكنة ، و لا أنه يتوفر على مستوى تعليمي أو مهني يؤهله للمهام التي أنيطت به . فاللهم إنا نسألك لطفا من عندك .. و التفاتة و عناية بهذه القرية الكسيرة الجناح ، و بأهلها المخلصين .. الذين ضحى أسلافهم من اجل أن يعيش الوطن معززا و مكرما .