عرفت إسبانيا حرب أهلية امتدت من 17 يونيو 1936 حتى 1 أبريل 1939 . كان للمغاربة دور مهم في قلب الموازن فيها لصالح دكتاتور الجنرال فرانكو ، سنحاول نشر سلسلة من المقالات مصحوبة بتسجيلات حية تُعرض لأول مرة بتنسيق مع HERMANADAD DE VIUDAS E EHIJOS DE ANTIGUOS SOLDADOS MARROQUIES DEL EJERCITO ESPANOL جمعية إخوان و أرامل و أبناء قدماء الجنود المغاربة بالجيش الإسباني. هذه المقالات ستُوضح المعانات التي تعيشها هذه الشريحة أو المتبقي منها على قيد الحياة من المجتمع المغربي ، هذه الشريحة المتخلى عنها من طرف النظام الإسباني من جهة و الحكومات المغربية التي تعاقبت على السلطة في المغرب منذ الاستقلال. و كذلك سنعرض شهادات و معانات عائلاتها . هؤلاء المغاربة وجدوا أنفسهم يُقحمون في صراع، لا يعرفون بدايته من نهايته. تم نقل معظمهم قصرا من شمال المغرب عبر طائرات حربية ألمانية من مطار تطوان أو عبر سفن من موانئ أخرى ، كانوا لا يعرفون حتى وجهتهم وماذا ينتظرهم ، اشتركوا في حرب لا يعرفون عنها أي شيء سوى ما قيل لهم عنها ، حرب في الضفة الشمالية . قيل لهم أنهم سيجاهدون في "سبيل الله" و أنهم سيقومون بنشر الدين الإسلامي تحت إمرة "الحاج فرنكو" ( الجنرال فرانكو). أطفال دون سن الرشد تم تزوير تواريخ ازديادهم، شباب كانوا يعيلون عائلاتهم و آخرون أخذوا حتى في ليالي زفافهم حسب بعد الروايات . في بداية الأمر قامت إسبانيا بشد الخناق عليهم اقتصاديا بتجويعهم حتى لا يجدوا بديلا سوى " الجهاد" . بعدها قامت بشن حرب نفسية (البروبكاند) بتخويفهم من الجمهوريين "الملحدين". كما قامت بتخويف الشعب الإسباني منهم ، فقد روج "الحاج فرنكوا" بين صفوف الجمهوريين أنه سيأتيهم بمقاتلين يُدعون "مورس" يأكلون لحم البشر، خطة منه لإضعاف معنويات أعدائه . إنهم سكان شمال المغرب ، و بالضبط سكان المنطقة التي كانت محتلة من طرف الإسبان. منهم من عاد حيا و منهم من عاد حيا بعاهة مستديمة و آخرون ماتوا ، تم دفنهم في مقابر جماعية . لن تكون مقالات أكاديمية بقدر ما هي تحسيسية لإنصاف هذه الشريحة من الشعب المغربي التي غيرت هذه الحرب حياتها رأسا على عاقب . نجيب البقالي