أفادت الأنباء الواردة من ليبيا بأن المحتجين ضد نظام معمر القذافي سيطروا على عدة مدن ليبية مع اتساع الاحتجاجات، وقال سكان إن المحتجين بمدينة بنغازي شرق ليبيا يحتفلون في الشوارع بعد أيام عصيبة خسرت المدينة فيها عشرات القتلى. وقال شهود عيان إن المحتجين سيطروا على مدن أخرى مع اتساع نطاق الاحتجاج في أرجاء البلاد. وقال المقدم في القوات المسلحة الليبية محمد صابر الاثنين إن مدينة بنغازي هادئة "بعدما سيطر عليها المحتجون". وأكد أنه جرى تشكيل لجان محلية "لحماية المدينة". وقال صابر "إنني مع زملائي نقف مع شعبنا"، فيما دعا المجتمع الدولي إلى إنقاذ الشعب وتزويد المدينة بالإمدادات الطبية. وقال صابر إن القذافي أرسل من قبل مرتزقة إلى بنغازي -ثانية المدن الكبرى في ليبيا- لتدمير المباني وإتلاف خطوط أنابيب النفط و"تسميم المياه". وأضاف أنه واحد من أفراد الجيش الذين انضموا إلى المحتجين في بنغازي للقتال ضد المرتزقة، وأن 400 شخص لقوا حتفهم في بنغازي. وقالت الأستاذة بجامعة بنغازي هناء الجلال لقناة الجزيرة الإنكليزية إن شبانا بأسلحة هم المسؤولون عن المدينة وينظمون شؤون السير والخدمات، وإنه لا توجد قوات أمن في أي مكان. ونقلت وكالة الأسوشيتد برس أنه جرى إغلاق مطار بنغازي. تصفية جنود وقال الطبيب أحمد حسن من مستشفى الجلاء ببنغازي إنه يتوقع تشييع 20 جثة اليوم، لكن أربعين جثة أخرى لم يتعرف على أصحابها بسبب التشوه الكبير الذي لحق بها جراء الأسلحة الثقيلة التي استخدمت في قتلهم. وأكد الطبيب أنه بعد السيطرة على الكتيبة العسكرية في المدينة وجد المحتجون 13 جثة لجنود ليبيين جرى قتلهم وهم مقيدون ثم تم حرقهم. ورجح محتجون أن الجنود قتلوا بسبب رفضهم الأوامر للتصدي للمحتجين. وقال شاهد العيان صلاح الدين عبد الله إنه في بنغازي توجد احتفالات ومشاعر نشوة وإن المدينة لم تعد تحت سيطرة الجيش وهي بالكامل تحت سيطرة المتظاهرين. ورفع متظاهرون العلم الليبي القديم أيام الملكية التي أطاح بها القذافي عام 1969. وهتف المحتفلون "تحيا ليبيا الحرة". وقالت الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان ومقرها باريس إن المحتجين يسيطرون الآن على عدة مدن في الشرق إضافة إلى بنغازي ومنها سرت وطبرق، كما يسيطرون على مصراتة وخمس وترهونة والزاوية وزوارة القريبة من العاصمة ليبيا. وقد نفى شهود عيان أن تكون سرت -وهي مدينة القذافي الأصلية- قد سقطت في أيدي المحتجين، لكن شهود عيان أكدوا أن الزاوية قد سقطت فعلا أمام الاحتجاجات. الشرطة تغادر وأصبحت عدة مدن في الشرق في أيدي الثائرين فيما يبدو، فقد غادرت الشرطة الليبية يوم الاثنين مدينة الزاوية الواقعة غرب العاصمة طرابلس والتي تشهد احتجاجات شعبية. وفي السياق ذاته، قال ضابط بالأمن الليبي إن معظم قوات الأمن انضمت إلى المحتجين. ومن جهة أخرى قال شاهد عيان للجزيرة نت إن قوات المرتزقة التي تأتمر بأمر الزعيم الليبي قد أطلقت سراح 10 آلاف سجين معظمهم مجرمون من سجن صرمان قرب مدينة الزاوية، مضيفا أنه تم تسليح أولئك السجناء قبل أخذهم إلى مدينة طرابلس، في إشارة إلى استخدامهم لقمع الاحتجاجات بالعاصمة. وكانت تقارير لشهود عيان أشارت مرارا إلى تجنيد مرتزقة من دول أفريقية مثل مالي وتشاد والسنغال وزيمبابوي لمهاجمة المحتجين الليبيين. مقتل مصريين من ناحية أخرى ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن عشرة مصريين قتلوا في مدينة طبرق شرق ليبيا. وقال الطبيب المصري سيف عبد اللطيف إن شهود عيان قدموا من ليبيا أبلغوه أن المصريين العشرة قتلوا على أيدي "عصابات مسلحة ومرتزقة". " تفرض السلطات الليبية تكتما إعلاميا شديدا على ما يشهده الشارع الليبي، كما تلجأ في معظم الأوقات إلى حجب خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية " وفي وقت سابق، قال الناشط أكرم الورفلي من مدينة بني وليد إن المدينة وقعت بالكامل تحت سيطرة المتظاهرين، وأضاف أن الأهالي نسقوا مع أفراد الجيش الموجودين في المدينة ووعدوهم بعدم التعرض لهم، كما وعدهم الجنود بحماية المدينة ضد المرتزقة، كما أنهم رفضوا تنفيذ أوامر صدرت لهم بضرب المتظاهرين. وفي مدينة طبرق أكد شاهد العيان محمد الغالبي في اتصال مع الجزيرة أن المحتجين سيطروا بشكل كامل على المدينة، وأضاف أن من وصفهم بالمرتزقة لم يستطيعوا دخول المدينة بعد منعهم من قوات الأمن. وتأتي هذه التطورات في وقت تفرض فيه السلطات الليبية تكتما إعلاميا شديدا على ما يشهده الشارع الليبي، كما تلجأ في معظم الأوقات إلى حجب خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية، وحجب قناة الجزيرة وموقعها الإلكتروني. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن 223 شخصا على الأقل قتلوا خلال خمسة أيام من العنف وكان معظمهم في بنغازي مهد الانتفاضة، لكن يتوقع أن ترتفع الأرقام إلى أضعاف ذلك بعد مواجهات في العاصمة.