تضاربت الأنباء بشأن عدد القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين في عدة مدن بأنحاء ليبيا جراء صدامات دامية أطلقت أثناءها قوات الأمن، و»البلطجية المرتزقة من الأفارقة» ، الرصاص الحي على المحتجين في مدن بنغازي والبيضاء ودرنة وإجدابيا. ي في وقت تصاعدت فيه موجة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بسقوط النظام الليبي بما أسموه نشطاء على الإنترنت يوم الغضب أو «انتفاضة 17 فبراير». فبينما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن 11 شخصا قتلوا خلال الساعات ال24 الماضية، في مواجهات بين قوات الأمن الليبية ومتظاهرين ضد النظام الليبي، في عدد من المدن الليبية، قال شهود عيان إن العدد أكبر من ذلك. ووصفت مصادر ما يجري في مدينتي بنغازي والبيضاء خاصة بالمجزرة الحقيقية، حيث تطلق قوات الأمن والبلطجية، الرصاص الحي على صدور المتظاهرين، مما تسبب بوقوع عدد كبير من الضحايا لا يمكن إحصاؤه. وأشارت المصادر إلى أن السلطات تستخدم من أسموهم بلطجية من المهاجرين الأفارقة. وأكد شهود عيان من بنغازي، سقوط عشرات القتلى برصاص الأمن و»البلطجية» في شارع جمال عبد الناصر بالمدينة، وأشاروا إلى أن المواجهات ظلت مستمرة حتى المساء. وقد احتشد عشرات الآلاف المتظاهرين في شوارع مدينة بنغازي مساء الخميس الماضي، و تصدت لهم قوات الأمن و»البلطجية» بإطلاق الرصاص الحي، مما أوقع العديد من القتلى والجرحى، دون معرفة دقيقة للحصيلة، وفق الشهود، في حين أشار أحد الشهود إلى مقتل سيدة داخل منزلها في بنغازي جراء الرصاص العشوائي. ومازال آلاف المعتصمين من المحامين والحقوقيين معتصمين أمام محكمة بنغازي للمطالبة، وفق أحدهم، بوقف إراقة الدماء أولا والإصلاح السياسي بكتابة دستور وفصل السلطات، والحرية والعدالة، وسيقيمون صلاة الجمعة بمكان اعتصامهم. وأشار الشهود إلى أن السلطات استقدمت من خارج بنغازي حافلات لحشود باللباس المدنية تضع خوذات صفراء ، ومسلحة بالرشاشات والهراوات والسيوف، للاعتداء على المتظاهرين، موضحين أن بعض هؤلاء ذوو ملامح أفريقية وليسوا ليبيين. وفي مدينة البيضاء، شرق بنغازي، أكد سكان في المدينة تطويق الأمن للمنطقة ، ومنع دخول وخروج السكان منها، مشيرين إلى أن كتائب أمنية، بقيادة خميس، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، ترتكب ما أسموها مذبحة إبادة للسكان بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وقال الشاهد أحمد الحسين من البيضاء، نقلا عن مصدرين طبيين في مستشفى المدينة، وجود ما بين 25 و35 جثة ، إضافة إلى أكثر من 200 جريح غصت بهم ممرات المستشفى الذي لا يمكنه تحمل هذا العدد وسط نقص في الأسرة والمعدات الطبية والأدوية والدم. وفي درنة، أقصى شرق البلاد، أفاد شاهد عيان بسقوط خمسة قتلى إضافة إلى 20 جريحا برصاص قوات الأمن التي وصفها بأنها استخدمت الرصاص بقسوة ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاط القذافي. وأشار شهود إلى أن المتظاهرين أحرقوا مقار حكومية وأمنية، في حين سيطر الشبان المحتجون على ميدان مسجد الصحابة ، ودخلوا في اعتصام فيه. وفي إجدابيا ، ضواحي غرب بنغازي، قال الصحفي منصور عاطي إن أربعة قتلى وجريحا سقطوا في اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الحرس الثوري بعدما تمكن المحتجون من إحراق مبان حكومية، هي مبنى أمانة المؤتمر الشعبي، والأمن الداخلي، والمثابة الثورية، ومقر التوجيه الثوري. وأشار إلى أن قوات الحرس الثوري، أطلقت الرصاص الحي على المحتجين، وفي السياق ذكرت مصادر أن المتظاهرين قاموا بتمزيق الصورة الكبيرة لمعمر القذافي وسط المدينة. وشهدت مدينة شحات ، شرق بنغازي ، مظاهرات تصدت لها قوات الأمن، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى لم يحدد عددهم، وفق شهود عيان، حيث أحرقت في المدينة مقار حكومية وأمنية. كما خرجت مظاهرات في مدينة الزنتان، جنوبطرابلس العاصمة ، وأحرق المتظاهرون مقر اللجان الثورية, ومركزا للشرطة ومقرا للأمن الداخلي ، وأسفرت المواجهات عن مقتل شخص على الأقل. وقال شهود عيان ووسائل إعلامية إن نحو 13 شخصا سقطوا في مظاهرات الخميس الماضي، بينما تجاوز عدد الجرحى 100 جريح حالة العديد منهم خطيرة. وردد المتظاهرون في البداية ، شعارات للمطالبة بمزيد من الحريات والحقوق، غير أن سقف مطالبهم ارتفع لاحقا إلى المطالبة بإسقاط النظام، وذلك في أعقاب القسوة التي قابلت بها الشرطة المتظاهرين.