شهد المغرب يوم الجمعة وقفة تضامنية ،هي الثانية خلال أسبوع، مع الشعب المصري والتنديد بالجرائم التي ارتكبها نظام مبارك. نظمت في المغرب، بعد عصر يوم الجمعة، ثاني وقفة تضامنية مع الشعب المصري، بعد تلك التي نفذتها منظمات غير حكومية، بداية الأسبوع، أمام السفارة المصرية في الرباط. وقال خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، إن "الوقفة عرفت مشاركة مكثفة، وأردنا من خلالها أن نقول للشعب المصري إننا نعيش لحظة بلحظة ثورته المجيدة". وأضاف خالد السفياني، في تصريح ل "إيلاف"، "أردنا أن نؤكد للشعب المصري أن التظاهرة حضرتها كل مكونات الشعب المغربي، بقيادات حزبية ونقابية وجمعوية وشبابية ونسائية إلخ، وللتأكيد أن كل الشعب المغربي يلتف حول الثورة المصرية، وقد وجهنا نداء إلى أبناء وبنات مصر للاستمرار في ثورتهم إلى حين الإطاحة وتغيير النظام، وبلوغ الثورة أهدافها الحقيقية وليس الأهداف التي يراد من طرف البعض أن تكون". وأكد منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين أن الوقفة كانت أيضا ل"التنديد بالجرائم التي ارتكبها نظام مبارك ضد الشعب طيلة 30 سنة من حكمه، وخاصة في هذه الأيام العشرة، التي سقط فيها العديد من الشهداء والجرحى، بسبب تفكير حسني مبارك بأنه إما إن يكون هو أو فلتحرق مصر، لكن الشباب قالوا لا، مصر لن تحرق، وإذا أراد أن يحترق لوحده فليحترق". وأوضح أن "الوقفة كانت كذلك رسالة إلى الأنظمة العربية برمتها أن عليها تتعض مما جرى في تونس ويجري في مصر، وعليها أن تنحاز إلى إرادة شعوبها وإلى أبناء أوطانها، و أن تنتبه أن المواطن الكريم هو عنوان الاستقرار في أي بلد، وأن تتخلى عن الاستعباد ونهب الثروات، وعن الاستسلام للإدارة الأميركية والإرادة الصهيونية، إذا أرادت أن تستقر وتستمر، وإلا فإن الهشيم ما زال مشتعلا في كل الاتجاهات". كما ذكرت المجموعة، في بيان لها، أن "الشعب المصري عقد العزم على إسقاط نظام مبارك، بدءا من رحيل حسني مبارك، وتحقيق الديمقراطية والكرامة والمساواة، ومحو عار العمالة للكيان الصهيوني والإدارات الأميركية المتعاقبة". وأضاف "بقدر ما يصر النظام القائم على التمسك بالبقاء على رأس شعب خرج الملايين من أبنائه مطالبين بإسقاط النظام، إلى درجة أن حسني مبارك مارس سياسة الإحراق". من جهته، أعلن حزب اليسار الاشتراكي الموحد تضامنه المطلق مع الشعب المصري في ما وصفه "ثورته البطولية لإسقاط الدكتاتور وأركان نظامه"، داعيا في الوقت نفسه "الشعب المصري وقواه الديمقراطية للتكاتف حتى تحقيق الثورة لجميع أهدافها". وأدان الحزب، في بيان له، "الجرائم البشعة التي يرتكبها الدكتاتور مبارك وأركان نظامه في مصر بحق المتظاهرين"، ودعا إلى "محاكمة الجلادين والسراق المسؤولين عن القمع الدموي للمتظاهرين، والاعتداء عليهم، ونهب ثروات الشعب المصري وإفقاره، والدوس على كرامته". كما حذر القوى الأجنبية من التدخل للالتفاف حول الثورة وتوجيهها لخدمة مصالحها الخاصة والتآمر عليها، خاصة أميركا والكيان الصهيوني. من جهة أخرى، ناشد الاشتراكي الموحد "القوى الديمقراطية المغربية إلى أخذ العبرة من الدرسين التونسي والمصري، وفتح حوار جدي حول الوضع السياسي بالمغرب ومتطلبات المرحلة التي تعرف متغيرات كبيرة على الصعيدين المغاربي والعربي، في أفق بناء عمل مشترك لتحقيق التغيير الديموقراطي ببلادنا". كما دعا "الدولة المغربية إلى مباشرة إصلاحات دستورية، وسياسية عميقة لتفادي تبعات النموذجين التونسي والمصري، ولتجاوز الانسداد الذي تعرفه الساحة السياسية المغربية التي عرفت إفسادا ممنهجا من طرف الدولة على جميع الأصعدة منذ الاستقلال، وذلك من خلال وضع دستور جديد للبلاد يضمن التوزيع العادل للسلطة والثروة واحترام مبدإ سيادة الشعب، وإقامة نظام ملكية برلمانية يسود فيه الملك ولا يحكم، والفصل بين ممارسة الحكم والعمل التجاري، وإقرار تعددية سياسية حقيقية وربط القرار بصناديق الاقتراع". أيمن بن التهامي