في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن فك العزلة عن العالم القروي، ربما تكون المطالبة بفك العزلة عن العالم الحضري فيها بعض التجاوز، لكن زيارة خاطفة لحومة المقابر بخندق الزربوح تجعلك تعتقد بأن هذه المطالبة حقيقة وليست تجوزا. حومة المقابر هي حومة توجد في الوسط وكأنها جزيرة معزولة بين أحياء طابولة وخندق الزربوح وجامع المزواق، جميع الطرق المؤدية إليها غير معبدة، والطريق الوحيد المعبد بالإسمنت قام أحد السكان الذين لا يراعون حرمة أحد بقطعه بحاجز إسمنتي على الساكنة، وبالرغم من الشكايات الموجهة للجماعة الحضرية فالأمر ما زال على حاله، وبالتالي تعاني ساكنة الحومة المذكورة وخاصة التلاميذ حيث أغلبهم من المستوى الابتدائي والإعدادي من الوحل في الطرق المؤدية إلى أماكن تمدرسهم شتاءا، وكذلك يؤدي انعدام الإنارة في هذه الطرق إلى جعل هؤلاء التلاميذ يغيرون طريقهم باتجاه خندق الزربوح أو طابولة نظرا للخوف الذي يصيبهم خصوصا وأن المنطقة شهدت أبشع جريمة قتل قبل سنتين ومازال شبحها يخيم على المنطقة. حومة المقابر كانت لها طريق نافذة إلى سوق الجملة تدخل معها سيارات الأجرة، وتقضي عبرها الساكنة مآربها المختلفة، لكن مع مشروع تهيئة واد سمسة اندثرت الطريق، وعليه فالدعوة موجهة لرئيس الجماعة الحضرية بفك العزلة عن حومة المقابر. يوسف الحزيمري - تطوان