في شهر التوبة والمغفرة ، وفي دولة التسامح والإسلام، نجد من يسارع في أعمال الخير وكسب الحسنات وتطهير النفس، ونجد طائفة أخرى تحل محل الشياطين وترتكب مالم يرتكب في عصور الجاهلية.. معدل الجريمة يرتفع بشكل كبير في هذا الشهر الفضيل، حيث تكثر حالات العنف وجرائم القتل والسرقة وأحداث مئسوية أخرى، نتيجة مايطلق عليها في بلادنا ب"الترمضينة" التي تدل على حالة نفسية سيئة للصائم نتيجة عدة أسباب منها الإمساك مثلا عن التدخين خصوصا المخدرات ، وتبرز هذه الظاهرة السلوكية والنفسية بجلاء، خاصة قُبيل أذان المغرب عندما تمتلئ الشوارع بالسيارات والراجلين والباعة المتجولين لتتحول بعد ذلك إلى ساحة حرب يتبادل فيها "الصائمون" شتى أساليب التهديد والوعيد والسب والقدف تصل في أغلب الأحيان إلى ما لاتحمد عقباه . تطوان الحمامة البيضاء شهدت هذا الشهر أحداث دامية بشعة، جرائم قتل بدافع السرقة مثل ماحدث أول رمضان أمام وكالة بنكية بحي الطويلع والتي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر، أوبسبب شجار كجريمة مرتيل عندما قام حارس سيارات وابنه بطعن مواطن، ومجازر عائلية أخرها كانت بقرية بني معدان ضواحي تطوان، منها ماتم نشره اعلاميا عبر جرائد ورقية ومواقع الكترونية ومنها ما لم يتم تسجله إلا في الأحياء ومخافر الأمن والمستشفيات. وفي استفتاء بسيط قامت به صفحتنا على احد المواقع الاجتماعية نستفسر فيه عن دوافع وأسباب استفحال ظاهرة الاجرام بشتى أنواعه التي تشهدها مدينة تطوان خصوصا في شهر رمضان، كانت مجمل التعليقات والآراء تصب في ثلاث اتجاهات أساسية : الجهل والضعف الديني والأخلاقي بالدرجة الأولى، ثم الفقر ،البطالة والإدمان، ويأتي الانفلات الأمني في الدرجة الثالثة. هذا هو واقع بلدنا الحبيب في شهر العبادات والغفران، أسر تبكي بدل الدموع دماء على فلدات أكبادهم ضحايا الإجرام، وأخرى تتكبد معاناة المحاكم وغياهب السجون وتؤدي ضريبة ما اقترفوه من لم يحسنوا تربيتهم. توفيق تطواني