من المعلوم أن "سبتة" المحتلة تتزود بالمياه الصالحة للشرب من المغرب،وخاصة من قرية "بليونش"، المجاورة لها،والمعروفة بوفرة المياه العذبة فيها.لكن الذي لا يعلمه عدد من المواطنين ان هناك في "بليونش" عطش وقلة ماء للاستعمال،رغم توفر القرية على مياه قادرة على تزويد "سبتة" بكامل سكانها بالماء. ونتوفر على نموذج واضح هو "حومة الكحلة" التي لا يستطيع سكانها الحصول على الماء إلا بشق الأنفس وجهد جهيد،وكثيرا ما طالبوا بتوفير الماء لهم في حارتهم، دون عذاب، مضاف إلى عذابات الحصول على لقمة العيش.لكن لا حياة في من تنادي.وآخر محاولة لهم تمثلت في طلبهم تحويل قطعة أرض من الأراضي السلالية القريبة من حارتهم ومن سكناهم إلى مشروع بناء بئر لهم يروي عطشهم،ويوفر لهم ما يحتاجونه من ماء.وفعلا تم اختيار قطعة أرضية تسمى "تواطي الزيدي" لأنها الأقرب إليهم،وتم تحديد تكلفة مشروع حفر البئر بها بمبلغ "أربعمئة (400) ألف درهم"،وتم الاتفاق فعلا مع النائب الشرعي لأراضي الجماعة السلالية ل"بليونش"،وتم،أيضا، تفويت المشروع لمقاولة مختصة في مجال حفر الآبار، وشرعت المقاولة في العمل،وتفاءل السكان خيرا عندما علموا أن المقاولة عثرت على الماء في أول موقع حفرت فيه،مما يدل على وفرة المياه في هذه القرية. لكن مفاجأة السكان كانت عظيمة ومهولة،عندما انقلب عليهم النائب الشرعي للأراضي السلالية، وطالبهم بتعويضات مادية إضافية لصالح ورثة المستغل الأصلي للقطعة الأرضية.وبعد أن استبشر الناس خيرا بحصولهم على الماء، وخاصة مع قدوم شهر رمضان المبارك في عز الصيف، حيف تزداد الحاجة إلى الماء ضرورة،توقف المشروع، وعاد السكان إلى يأسهم وعذابهم في الحصول على الماء من نقط بعيدة عن سكناهم وعن حارتهم.هذا يحدث في مغرب الألفية الثالثة. راسل سكان "حومة الكحلة" جهات مسؤولة،وخاصة قائد قيادة بليونش، وبتوقيعات تقارب الثلاثين توقيعا، لكن لم يرد عليهم أي جواب.وهاهم من خلال هذا المقال الإخباري يناشدون المسؤولين أن يجدوا لهم حلا، وأن يرحموهم من عذاب العطش،ومشاق عذاب البحث عن الماء بعيدا عن سكناهم وعن حارتهم. فهل من مجيب ومستجيب؟؟؟.... مصطفى بودغية