هل ستعود إيقاعات المهرجان المدرسي لمدرجات ملعب سانية الرمل؟ ما أن تمر يوم الأحد بملعب سانية الرمل la hipica حتى تعود إليك صورا من الماضي، فيتراقص قلبك بين جنابته للمنظر الرائع و الجميل، المتمثل في اكتظاظ الناس و ازدحامهم، وتحملهم مشاق التدافع والانتظار كي يحصلوا على تذكرة الدخول لمشاهدة المباراة .عشق هذا الجمهور لم ينبن على تصنع أو تكلف أو حب الظهور على شاشات التلفزة،بل هو عصارة جيل مضى غرس روح المنافسة و التحدي في أبنائه. أجل إن هذه المدينة العريقة طبعت في قلوب أبنائها حب الرياضة، حيث عرفت سنة 1917 ميلاد أول فريقين لكرة القدم هما اسبورتينغ تطوان و اسبانو ماروكي،و بعد بضع سنوات اندمج الفريقين ليولد أتلتيكو كلوب تطوان ، تألق هذا النادي و ازدهر ،و بلغ أوجه عندما وصل لدور ربع نهاية كأس اسبانيا سنة 1951... كل ما كان يحيط بهذه اللعبة كان لصالحها في ملعب ناهز عمره 95 سنة بلاعبين أحبوا ناديهم وتعلق الناس بطريقة لعبهم، واستماتتهم على أن يكون هذا القميص رمزا من رموز التقدم و النجاح. لا ننكر بأن هذه الفرقة عرفت أفولا في بعض الفترات،ولكن ذلك لا يعني بأن محبيها تركوها و تخلو عنها و خير دليل : الصورة التي كان عليها الناس يوم الأحد في المباراة التي جرت بين المغرب التطواني ونادي الوداد البيضاوي . نتحدث عن كرة القدم التي يحبها الجميع و لا يمكن أن تموت أو تندثر. ولكن ماذا عن باقي الرياضات؟ نحن نعلم بأن نادي طلبة تطوان المشهور بفرعه في كرة اليد و الذي تأسس سنة 1976حقق انجازات لا يمكن أن تنسى، وحاول أن يوسع فروعه ليكبر، غير أن ذلك لم يوفه حقه بين الرياضات الأخرى ليستمر و يواصل. ولكن عندما نتكلم عن المهرجان المدرسي السنوي، فماذا يقال؟ هناك من لا يعرفه، وهناك من تحدثوا له عنه، وهناك من عايش أحداثه و يتكلم عنها بكل أسى وحسرة. نعم بدأ هذا المهرجان سنة 1953 وانتهى في 1983و كان ينظم كل سنة بملعب سانية الرمل في جو بهيج و بتنظيم قل نظيره، إذ كانت المدارس تقوم بتدريب التلاميذ على حركات رياضية ، بإيقاعات متسلسلة و منتظمة تعطي لوحة في غاية الأناقة و الجمال. وكان الفتيان و الفتيات يرتدون ملابس بيضاء من الحذاء إلى ربطات شعر الرأس، ولا يسمح بلباس أي لون آخر. ورغم بساطة عيش الناس آنذاك و قلة الإمكانيات ، إلا أن الجميع كان يبذل أقصى ما في جهده ليحافظ على جمالية هذه اللوحة التي تبرز بشكل كبير عندما كان التلاميذ يتوجهون في صفوف منتظمة نحو الملعب، و اللون الأبيض يرفرف في جنبات المدينة كلها ، آنذاك كان يصدق القول على المدينة بأنها حمامة بيضاء. لا نستطيع أن ننسى المشهد الذي شاركنا فيه عدة مرات، لأنه كان بالنسبة لنا جائزة آخر السنة لمجهود دراسي يختتم بلوحة فنية رائعة. و لكن يحز في نفوسنا أن تبقى هذه الصورة مجرد ذكرى طبعت قلوبنا و ذاكرتنا، يحييها المشهد الذي كان عليه ملعب سانية الرمل يوم الأحد، فهل سيكون لنا حظ في المستقبل أن نشاهدها تعاد أمام أعيننا مرة أخرى، و نخبر بها أبنائنا و نفتخر أننا كنا مشاركين فيها؟؟؟ أمنة أحرات