يعتبر «القفطان» المغربي من أقدم الألبسة التقليدية، إذ يعود ظهوره إلى العصر المريني، لكنه انتشر في الأندلس، حسب بعض الباحثين، بفضل الموسيقي «زرياب» في بداية القرن 19، الذي كان يرتدي هذا الزي حينما انتقل إلى الأندلس فتوارتثه بعده الأجيال، لكن سرعان ما انتقل عشق القفطان إلى النساء اللواتي تعلقن بهذا اللباس فطورنه و أدخلن عليه اللمسات الأنثوية و أصبحن يرتدينه في المناسبات ولتعلق المرأة المغربية بهذا التراث الأصيل فقد كانت تحتفظ به كجوهرة. يبدع الكثير من المصممين إناثا و ذكورا في القفطان المغربي، ولكل واحد منهم بصمته الخاصة وطريقته في حياكته، من بين أشهر هؤلاء المصممين نجد المصمم المغربي المعروف "هشام أكعروش" إسمه في شمال المغرب لصيق بالقفطان المتجدد، تصاميمه تناسب وتحظى برضا ومباركة المرأة المغربية لعدم مساسه بأساسيات هذه القطعة المتجذرة في التاريخ. "بوتيك الأميرات" هو الاسم الذي اتخذه لماركاته، للتعبير عن سمو وابداعية تصاميمه. ينحدر من مدينة الحسيمة شمال المغرب، تخصص في تصميم الأزياء النسائية واستطاع أن يتميز بإمكانياته وجديده الدائم. ما حققه المصمم أكعروش إلى الآن لا يستهان به على المستويين المحلي والعالمي، اذ استطاع أن يرسخ لثقافة فنية في الشمال، مبنية على الابداع والأصالة وتحديث القفطان المغربي، بما يناسب التقاليد المغربية والمتطلبات العصرية. اسمه أصبح ضمن قائمة أفضل المصممين المغاربة، ومؤخراً أقام عرضا للأزياء بأحد فنادق الدارالبيضاء احتفالا بالمرأة المغربية في عيدها الأممي بعرض أزيد من 40 قفطانا. يتوفر المصمم هشام أكعروش على ميزة فنية خاصة في إعداد وخياطة القفاطين و”التكشيطة”، اذ يستعمل موادا حديثة وألوانا متناسقة واضافات جديدة في مجال الموضة، تعطي لتصاميمه جمالية في الشكل والمظهر. طريقة قص القطعة والتفاصيل الخفية التي تفاجئ الزبناء من أولوياته، إضافة إلى التوازن بين التطريز والألوان وحركة الأقمشة... تمكن رفقة فريقه من إقامة العديد من العروض على مدى دورات، مع المشاركة في مهرجانات دولية كالمهرجان الدولي للفيلم بالحسيمة في نسخته الثانية الذي حظي بتنويه خاص من ادارته في ختام فعالياته. يشار إلى أن القفطان المغربى ليس مجرد زي تراثي فقط ولكنه قيمة فنية وحضارية مغزولة في ثوب ترتديه المرأة المغربية وغيرها من عاشقات التراث القديم في صورة تمزج بين أصالة الماضي وحدائة الحاضر.