أبهرت مصممة الأزياء عزيزة بلخياط مؤخرا برحاب فضاء دار السلام بالمدينة العتيقة، وهي تنظم عرضا لآخر تصاميمها في مجال الأزياء المغربية التقليدية، أيقظ شوق وإعجاب الحضور المتميز بالصناعة التقليدية المغربية، وهو يتطلع باهتمام كبير للعارضات الجميلات ممشوقات القامة اللائي كن يتناوبن على الوقوف أمام النافورة التي توسطت قاعة العرض. كانت العارضات الشابات يمشين ببطء ثم يتوقفن قليلا للسماح للحضور والمصورين بالتقاط صور القفاطين التي كن يرتدينها، وكانت أصوات النساء تتعالى من فترة لأخرى إعجابا بتطريز معين أو تفصيل لقفطان جميل، فيما كان الرجال يصفقون إعجابا بالزي التقليدي المغربي الذي ارتدته الغالبية العظمى من النساء الحاضرات في الحفل وحتى بعض الصبايا اللائي حرصن على ارتداء القفطان. وكان الحفل عرسا للقفطان المغربي، حيث شاركت مصممات من بينهن صيدلانية، تلقين فن الخياطة والفصالة على يد المصممة عزيزة بلخياط، إحدى أشهر مصممات الزى المغربي وصاحبة مدرسة الخياطة بفاس، وذلك بهدف منح الحاضرة الإدريسية إشعاعا فنيا آخر من خلال الاحتفال بالقفطان الفاسي ومنح فرص لإبراز كفاءات شابة في مجال الأزياء التقليدية الذي يعرف تطورا ملموسا ويعزز باستمرار أصالة المغرب، حيث قدمن أشكالا مختلفة وعصرية للقفطان والأثواب المغربية، إذ تنوعت الألوان التي قدمتها المصممات في العرض، وهي تعبر عن الموروث المغربي، وتركز على الألوان المشرقة والتطريز الدقيق، الذي يرسم كلمات يقرؤها المتفهم لفن القفطان ودلالاته.نفس العشق للقفطان المغربي أبدته نجمات الغناء العربي اللائي جربن ارتداء القفطان المحلي، ودأبن على ارتدائه حتى في بلدانهن الأصلية، من قبيل المطربة أحلام، وماجدة الرومي، وديانا حداد، وهيفاء وهبي، وأصالة نصري، وشيرين عبد الوهاب، وغيرهن كثيرات. وقد تميزت أزياء التكشيطة بنوعية الأقمشة الفاخرة التي تستخدم في صناعتها، وألوانها الجريئة والمتناغمة والتي تقيد كل الأذواق، إضافة إلى التطريز بشكل كثيف أحيانا، والتصميم الذي يراعي عنصر الاحتشام، من دون أن يؤثر في الجمال العام للزي، بل قد يضفي في كثير من الأحيان نوعا من الوقار والتألق، حيث هذه الأزياء التي تواكب أحدث خطوط الموضة العالمية على مستوى الأقمصة، التصاميم، والقصات تستلهم الكثير من التراث المغربي القديم أيضا، مما يعطي التكشيطة نوعا آخر من الجمال والتفرد. وتستخدم أقمشة غاية في الترف والفخامة والثراء، كالحرير والمخمل والموسلين والتفتا والشيفون، ويفضل جل المصممين المغاربة تنفيذ النقوش والتطريزات يدويا لضمان دقة وجودة عالية في الصنع. هذا، ويعبر القفطان المغربي على أفضل ما توارتثه الأجيال المغربية من مخزون حضارات متعددة تأثرت بالحضارات الأمازيغية والإسلامية والعربية وكذلك الإفريقية والأوروبية وهي الخصوصية التي تجعل المرأة تبدو في أرقى صورتها وأبهاها وهي مرتدية للتكشيطة .