ولي وطن آليت الا ابيعه ولاارى غيري له الدهر مالكا وحبب اوطان الرجال اليهم مآرب قضاها الشباب هنالكا حكى لي زميلي هذا اليوم ان الشهيدة حياة اتت الى مكتبه عشرة ايام قبل مقتلها تستجديه عملا يساعدها على اعالة اسرة مكونة من اب عاطل وخمسة اخوة واخوات وام عاجزة.تاركة له فوق مكتبه نسخة من بطاقتها الوطنية ورقم هاتفها النقال ثم انصرفت والدموع تملأ عينيها الذابلتين. عندما ركبت حياة امواج البحر لم تحمل معها هاتفا نقالا لتنقل لنا مباشرة على الهواء رحلتها الاخيرة كما يفعلها اقرانها المغامرين وهم يضحكون كأنهم في نزهة اصطيافية، لما ركبت حياة امواج المضيق لم تتدثر بعلم دولة اجنبية نكاية في بلدها وانما التحفت غطاء صوفيا مصنوع بايادي وطنية ،حياة لما ركبت قارب الموت كانت قد طرقت عدة ابواب في وطنها الحبيب حيث غابت الكرامة وانسدت الافاق وسرقت الاحلام واجهضت الامال ،وهي في طريقها نحو مصيرها المحتوم كانت تمني النفس بان تعود الى حضن امها طال الزمن اوقصر لتخفف عنهم شيئا من المعاناة والحرمان بما كانت ستحمله بين يديها من خيرات بلد الكفار، وكأني بها تلك الرصاصة التي طرقت صدرها بلا استئذان ايقظت في نفسها نخوة الانتساب الى وطن لا يريد لاهاليه الفرار. فإما الموت هنا جوعا او هناك بالرصاص. ان روح حياة ترفرف فوق كل برامج التنمية الموؤودة وفوق كل الميزانيات المنهوبة وفوق كل الاعتمادات المرصودة والسياسات العمومية الفاشلة،تسائل اصحابها باي ذنب قتلت.