تكريما للمرأة بمناسبة يومها العالمي نظمت جمعية براءة لتنمية الطفل والمرأة بالمضيق وكعادتها ندوة علمية قانونية بامتياز تحت عنوان " واقع النساء بين الاسرة والمجتمع " في رحاب دار الثقافة بالمضيق . استهلت فعاليات هذه الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم ، تلتها بعد ذلك كلمة افتتاحية لرئيسة "جمعية براءة لتنمية الطفل والمرأة " السيدة حميدة الشنتوف ، ليستكمل بعد ذلك برنامج الندوة التي كان في تسييرها الاستاذ نور الدين الفقيهي استاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان بمداخلات قيمة من اساتذة من نفس الكلية ، الاستاذ محمد بنحساين والذي اختار في مداخلته التي كانت تحت عنوان "حقوق عاملات المنازل وفق القانون 12.19 " الحديث عن الوضعية الصعبة لخادمات المنازل وحرمانهمن من الحماية القانونية بدعوى انتظار القانون الخاص بهذه الفئة وهو القانون رقم 12.19 والذي طال انتظاره لازيد من 12 سنة قبل ان يرى النور اخيرا ، ليبقى على هذه المرأة العاملة ان تنتظر فوق انتظارها انتظارا آخر حتى يدخل هذا القانون حيز التفيذ بعد سبعة اشهر من يومنا هذا ، ثم تطرق الاستاذ بنحساين الى النقط الايجابية التي جاء بها هذا القانون لحماية هذه الفئة الضعيفة وكذا النواقص التي غفل المشرع عن ادراجها والتي ستدعم من الحماية القانونية لعاملات المنازل . بدوره الاستاذ احمد الوجدي وهو استاذ بنفس الكلية ايضا اختار الحديث عن الاسرة والطفل داخل المؤسسة التعليمية ، حيث تحدث عن ظاهرة العنف المدرسي واسبابها وذلك في مداخلة تحت عنوان " الاسرة والتغيرات التي تشهدها المؤسسات التعليمية "والتي اكد على انها ظاهرة كغيرها من الظواهر الدخيلة على مجتمعنا لا تمثل قيمنا الوطنية والدينية ، وتطرق الى دور الاسرة والمجتمع والمدرسة في بناء طفل سوي اخلاقيا ونفسيا ،قادر على العطاء الايجابي؛ ليؤكد في خلاصة قوله ان مجتمعنا المغربي في حاجة الى زرع القيم وليس تدريسها، على ان تكون هذه القيم هي قيم ثابتة لا تتغير . وعرفت الندوة ايضا مشاركة الاستاذ عبد الاله المحبوب وهو ايضا استاذ بنفس كلية الحقوق تطوان والذي تميزت مداخلته بالحديث عن موضوع اقل ما يمكن القول عنه على حد تعبيره انه من الطابوهات الصعبة في بلادنا والذي يهم ظاهرة يصعب الحديث عنها علنا الا وهي ظاهرة الأم العازبة ، وقد تناول هذا الموضوع في مداخلة تحت عنوان " ظاهرة الامهات العازبات بين التشخيص والحلول " تطرق من خلالها الى تعريف هذه الظاهرة وبيان اسبابها والخروج بحلول على مستوى الواقع من خلال دعم الدولة للجمعيات التي تعنى بشؤون المرأة والطفل وكذا دور المجتمع والاسرة في احتضان هذه الام التي تجد نفسها امام اكراهات الحياة الصعبة ورفض المجتمع لها ، واشار ايضا الى ضرورة التوعية بادراج جانب للثقافة الجنسية في المنظومة التعليمية . اما على مستوى الحلول القانونية فقد اكد على ضرورة تسهيل مسطرة كفالة الاطفال وكذا التعامل بليونة على مستوى القضاء . وخلافا لما اقتصر عليه برنامج الندوة من مداخلات فقد ساهم كل من الاستاذ هشام العزوزي والاستاذ نور الدين الفقيهي بمداخلتين مقتضبتين عن المرأة كل في مجال تخصصه . فقد اشار الاستاذ هشام العزوزي وهو استاذ بكلية الحقوق تطوان الى تطور الحماية الجنائية للمرأة في فصول القانون الجنائي مشيرا الى المنحى الذي اصبح ينهجه المشرع في اقرار هذه الحماية و بالاخص في اطار جريمتي الخيانة الزوجية وقتل الام لوليدها ، وذلك من خلال المساواة في العقوبة او تخفيفها . عرج بعد ذلك الاستاذ الفقيهي الى موضوع اهلية المرأة في العمل التجاري ، ودور المرأة بشكل ملفت في مجال الشغل و المال والاعمال منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ومثاله في ذلك امنا خديجة رضي الله عنها . بعد المداخلات افتتح باب للنقاش لتختتم بعد ذلك الندوة بتكريم "الطفل" الذي هو غصن المرأة ومتدادها في هذه الحياة ، فأبت جمعية براءة لتنمية الطفل والمرأة إلا أن تكرم اطفالا في عمر الزهور على تفوقهم الدراسي فتم تكريم اطفال مؤسسة عمر بن الخطاب ، وتوزيع شواهد تقديرية للاساتذة المتدخلين .