احتفاء بالذكرى الرابعة و السبعين لتقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال، و ترسيخا لقيم المواطنة . نظمت المديرية الإقليمية للتربية و التكوين بالعرائش، يوم الجمعة 12 يناير 2018 بقاعة بن رشد بالثانوية المحمدية بمدينة القصر الكبير. ندوة علمية في الموضوع لفائدة تلميذات وتلاميذ الثانوي الإعدادي و التأهيلي العمومي والخصوصي بمشاركة الدكتورة مريم الخلوفي و الأستاذ ياسين محبوب، و حضور عدد من منسقي نوادي التربية على المواطنة وحقوق الانسان. محمد المصباحي المكلف بقسم الأنشطة بالمديرية الاقليمية للتربية والتكوين ، شكر التلميذات و التلاميذ و الأطر المرافقة على تلبية الدعوة للإحتفاء بالذكرى الرابعة و السبعين لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، باعتبارها ملحمة تاريخية و محطة بارزة في مسار الكفاح الوطني المغربي من أجل الإستقلال و إتمام الوحدة الترابية، وهي مناسبة لاستيعاب الأجيال الصاعدة للدروس والعبر التي تزخر بها هذه المحطة النضالية الخالدة. الدكتورة مريم الخلوفي الإطار بفضاء الذاكرة التاريخية بالقصر الكبير ، سلطت الضوء في مداخلتها على السياق التاريخي لإصدار الوثيقة ، مقسمة مداخلتها الى أربعة محاور كبرى، تناولت في المحور الأول ظروف توقيع معاهدة الحماية على المغرب في 30 مارس 1912 و تقسيم المغرب الى ثلاث مناطق نفوذ ، و في المحور الثاني تطرقت لمظاهر المقاومة المسلحة التي انتشرت في كل ربوع المملكة المغربية مذكرة ببعض المعارك الكبرى و رجالات المقاومة المسلحة المغربية ضد المستعمر، و تطرقت في المحور الثالث لنشوء الحركة الوطنية و مراحل تطورها من المطالبة بالإصلاحات الى المطالبة بالاستقلال واهم العوامل المساهمة في هذا التحول. لتختتم مداخلتها بالحديث عن وثيقة 11 يناير 1944 مذكرة بوجود وثيقة اخرى عرفتها المنطقة الشمالية بتاريخ 14 فبراير 1943. الأستاذ ياسين محبوب : اعتبر حدث تقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال محطة بارزة وصفحة مشرقة في سجل التاريخ المغربي المجيد، وعمل في مداخلته على تحليل مضامين الوثيقة و قراءة أبعادها و نتائجها ، و اعتبر المطالبة باستقلال المغرب و احترام وحدته الترابية تحت ظل ملك البلاد الشرعي محمد الخامس رحمه الله والسعي لدى الدول التي يهمها الأمر لضمان هذا الإستقلال و المطالبة بإحداث نظام سياسي يحفظ حقوق وواجبات جميع مكونات الشعب المغربي. من أهم المضامين والمطالب التي تضمنتها الوثيقة ،ليسلط الضوء بعدها على أهم العوامل المساعدة على اصدار الوثيقة و في مقدمتها التلاحم بين الملك و رجال الحركة الوطنية ، اضافة الى عوامل دولية وداخلية اخرى ،واختتم مداخلته بالحديث عن نتائج الوثيقة و رد فعل المستعمر الفرنسي و ما تعرض له الوطنيون و معهم الملك محمد الخامس من تضييق و حصار و نفي و نشوب انتفاضات شعبية عمت كل ارجاء البلاد ، ساهمت في الاخير في استقلال المغرب سنة 1956. محمد المصباحي في كلمته الختامية ، شكر الأساتذة المشاركين في الندوة و التلاميذ المتدخلين ، الذين تقدموا باستفسارات و اسئلة حول الموضوع للإجابة عنها من طرف الاساتذة المحاضرين ،و اعتبر الندوة العلمية هي مناسبة لاستحضار الناشئة والأجيال الجديدة لدلالات وثيقة تقديم المطالبة بالاستقلال ومعانيها العميقة وأبعادها الوطنية التي جسدت سمو الوعي الوطني وقوة التلاحم بين العرش و الشعب دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية واستشرافا لآفاق المستقبل تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و ايده.