كلما صادفت تلاميذ ذاهبون إلى المدرسة إلا و شعرت إزائهم بالأسى، الأسباب كثيرة لهذا الشعور السلبي، و واحد منها حقائبهم الثقيلة التي تبدو و كأنها محملة بالحجارة لا الدفاتر و الكتب، صغار كبراعم خضراء طرية، يحملون أوزانا تزيد على ربع أو ثلث وزنهم، و يقتني أحدهم في الصف الثالث كتبا ثقيلة لو ضربت رأس أحدهم بواحد منها لشج رأسه و سبب له الإرتجاج الدماغي. أشعر بالألم على أجسامهم الغضة و عظامهم اللينة، و هي تتشوه في الكتف و الظهر و الحوض، نتيجة حمل أثقال يعجز الكبار عن حملها. محفظة ثقيلة وزنها عشرة كيلوجرامات في المرحلة الابتدائية يمكن أن تشوه ظهر التلميذ بسهولة، و السبب أن على الطفل أن يميل في الاتجاه المعاكس كي يحافظ على توازنه، إن عظام طفل في السادسة عظام غضروفية لينة و من ثم فهي عرضة للتشوه من خطأ الوقوف و المشي و الجلوس و حمل الكتب و الأمتعة، و كثير من المعلمين لا يدركون خطورة حمل الثقل الزائد أو يعجزون عن إيجاد حل لمشكلة الكتب الثقيلة، إضافة إلى عدة الرسم و التلوين و ملابس الرياضة و صندوق الطعام، إن بعض الظهور أكثر هشاشة من غيرها لعوامل وراثية و بنيوية شخصية، و للأسف فإن الشكوى من ألم الظهر تتضح في وقت متأخر لاسيما عند الإناث المراهقات. إذن هل نتدارك أهلا و مدرسين و مسؤولين ما تحدثنا عنه من أخطاء جسدية و نفسية جسيمة تؤثر على مستقبل أبنائنا؟ و هل نستطيع أن نواجه أبناءنا و نحن نشعر بالفخر و الزهو بعد عشر سنين؟ عجلة الأيام تدور بسرعة هائلة ، فعسى ألا ننكس رؤوسنا يوما ما أمام أولادنا.