بعض رجال الأمن بلباس مدني "قافزين" فوق القياس..يهاجمون الشباب في أحيائهم خاصة تلك التي يمر عبرها الملك..يسبونهم ويشتمونهم بدعوى أنهم متربصون لمرور الملك..هؤلاء الشباب أغلبهم عاطل مقهور..يجلسون قرب أبواب منازلهم بعد غروب الشمس..لأنهم لا يملكون مالا ولو قليلا للتنزه والتفسح في الشواطئ..يأتي هؤلاء المفتونين بحب السيطرة.. المهووسون بالرغبة في قهر المقهورين..ويعكرون صفو هؤلاء الشباب المعكر أصلا..ويدفعونهم إلى المزيد من الغضب والإحباط..يعاملونهم معاملة حاطة من كرامتهم ..معاملة مشينة تدفعهم إلى المزيد من عدم الثقة في ذواتهم وإمكانياتهم.. ما هو الجرم الذي يرتكبه شاب يجلس هادئا قرب منزل والديه؟..أي قانون يمنعه من ذلك؟..وما هو الدليل على أنه يتربص لمرور الملك؟..لماذا يتعامل بعض رجال الأمن بنزقية وخفة واستخفاف مع شباب مقهور ليس لديه ما يخسره ؟؟..أليس هذا السلوك مثيراً للفتنة أيضا؟..ألا يعمل هؤلاء على تأليب الشباب على الملك والملكية ؟؟.. ألا يدفع هؤلاء الشبابَ إلى أن يكرهوا "الوطن" وشعارات الوطن والوطنية والمواطن والمواطنة ؟؟.. قرأت عن وقوع هذه الحوادث التي يصطنعها بعض رجال الأمن "القافزين والعايقين" في الرينكون..يعتقلون الشباب لأنهم يحملون البطاقة الوطنية تربصا للملك..ويعتقلونهم لأنهم لا يحملون البطاقة إخفاء للهوية..يعني طارت ماعز..نزلت ماعز..ويعني أننا (كل شيء)..وأنت (لاشيء)..نحن البلد..وأنت تهديد للبلد.. اليوم حكى لي شاب..اسمه (منير)..من الحي الذي أقطن فيه قرب ثانوية الشريف الإدريسي بتطوان..إن نفس الشيء حصل معه..حيث تصدى له رجل أمن بلباس مدني..وبدأ في سبه وشتمه..ملوحا بقبضته يريد ضربه..مهددا إياه بإيداعه سجن "الصومال"..يقصد السجن المدني بتطوان..(غ ندي موك ن الصومال)..لا لشيء سوى أن (منير) يجلس قرب دارهم..أوَّل رجل الأمن هذا الجلوس..بالعياقة اللي عطاه الله..على أنه تربصا لمرور الملك.."منير" شاب أعرفه منذ الصغر..وأعرف عائلته أمه وجميع إخوته..وهي عائلة تربت على العزة والكرامة..أعرف أن "منير" لن يذهب نحو الملك حتى ولو رآه قربه..لأنه خجول ويعتز بنفسه..ولا يمد يده أبدا..ويعتمد على جهده وعرقه للحصول على رزقه.. ارفعوا أيديكم القذرة عن شبابنا ولا تدفعوهم نحو المزيد من كراهية هذا الذي تسمونه وطنا..ويسمونه الكثير من المغلوبين منا "سجنا كبيرا"...