يقر التحليل النفسي بأن الشخص السكيزوفريني عندما يصل مرضه إلى مرحلته الثالثة ينفصل نهائيا عن شعوره العادي والسليم بذاته وبجسده بحيث يتعرض وعيه بالانا وبالغير إلى التدمير والتلف الشامل ويدخل في عزلة تامة ويفقد أية صلة واقعية بمحيطه الخاص والعام... مما يجعل أمر علاجه ميؤوسا منه بعد ان يكون ذلك سهلا في مرحلة مرضه الأولى وايضا متاحا في مرحلته الثانية رغم صعوبته . . ويمكننا مقارنة هذه الحالة بحالة اغلب احزابنا السياسية التي تظل في وضعية عدم تشخيص الأعراض المرضية للذات الحزبية ومن بينها : سيادة التمركز الذاتي السياسي المفرط والخضوع السلبي لسلطة وصاية ذوات قيادية عاجزة ومنحرفة ولكنها تبدو بسبب التوترات العصابية والاستيهامات النفسية الباطنية للخاضع ( العبد ) نموذجا ومثالا راقيا يحتذى بها ، وانتشار الاكتئاب الداخلي، وعدم الثقة وضعفها وتوتر العلاقات الإنسانية رغم المظاهر السطحية الخادعة التي تخفي ذلك ، والميل المتزايد نحو العزلة وحب الهروب من الواقع واكراهاته وتسليط اللوم المفرط على الآخرين اتجاه ما يقع من وقائع ونتائج لا تعجب الذات حتى وإن كانت مسؤولة عنها او مشاركة فيها...الخ الى ان يتطور مرضها إلى أقصى حد بحيث تدخل في عزلة تامة وقوقعة داخلية مجهولة وتدمير ذاتي شامل وانفصال كلي عن واقعها لا ينفع معه اي مؤتمر وطني يبتغي تحقيق العلاج والشفاء مثل استحالة العلاج النهائي للسكيزوفريني في مرحلته المرضية القصوى