لا أعتقد أن المسؤولين الذين تم إعفاؤهم هم من يتحملون تابعة الوضع الذي وصلت إليه الحسيمة و منطقة الريف بشكل عام . فكل المسؤولين و نقصد هنا الذين هم في مناصب السلطة ، كلهم من طينة واحدة في جميع ربوع المملكة ، إلا من رحم ربي . فهل الذين سيتم تعيينهم يحملون عصا التغيير السحرية . علما أن التغيير لن ياتي بالخطابات الرنانة و تغيير المسؤولين ، بقدر ما يأتي بتسطير مرنامج تنموي وطني شامل . فالحسيمة نموذج مصغر لكل مناطق المغرب ، غير أن هذه المنطقة عرفت نضج الأسباب الموضوعية التي أشعلت الفتيل . إن غياب محاكمة الفساد و إقتلاعه بشكل شامل و محاكمة المسؤولين عن تردي الأوضاع في المغرب بشكل عام ، على غرار ما نشاهده في بعض الدول الديمقراطية ، تجربة إسبانيا على سبيل المثال ، و وضع قطيعة مع" سياسة عفى الله عما سلف"، بعد رحيل صاحبها . هو الحل الانجع لوضع توازن إقتصادي يقلل و يضعف الهوة التي ما فتئة تتسع بين أقلية تسيطر على الإقتصاد ، و طبقة متوسطة حاول عبد الإله ابنكيران و حكومته ضمها إلى الطبقة الفقيرة العريضة الموجودة في المغرب بخياراته اللا شعبية ، و خلق مجتمع الغني و الفقير ... و الغني هو الذي يعطف على الفقير دائما ؟؟؟؟؟، و الفقير عليه أن يبقى فقيرا لأنها مشيئة الله ...ألخ. و إبقاء الفقير فقيرا دائما ليبقى محتاجا لقفة رمضان ، و خروف العيد و 200 درهم ، و نبقى دائما نستغله في الحملات الإنتخابية ، بدل "إنتاج" مواطن مستقلل ماديا و بالتالي و حتما سيكون مستقلا في إختياراته...... و يذكر أن مجموعة من الإعفاءات التي عرفها إقليمالحسيمة لتخفيف من غليان الشارع و على رأسها إعفاء عامل إقليمالحسيمة،ليتم إعفاء المندوب الإقليمي للصحة ومدير مستشفى محمد الخامس بالمدينة. و ربما لا ئحة الإعفاءات طويلة ، لن تكون الحل إذا لم يتم التفكير بإمعان في الاسباب الحقيقية لهذا الحراك و الذي نغشى أن ينتقل إلى مناطق أخرى.....