بحضور لفيف من المختصين و الباحثين المهتمين بالشأن الفكري و الثقافي بمدينة تطوان نظمت جمعية درر للتنمية و الثقافة بتطوان يوم الجمعة 24 مارس 2017 بالمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان لقاء فكريا لتقديم و مناقشة كتاب "فوكو و فلسفة ما بعد الحداثة" لمؤلفه الأستاذ الدكتور أحمد الطريبق. هذا اللقاء الفكري قام بتنشيط فقراته الأستاذ أمين مشبال ،عرف تقديم ورقة تحليلية لهذا المؤلف من إنجاز الاستاذ يوسف احنانة، و الذي اعتبر أن الكتاب هو خزان من المعلومات و المضامين التي تتمحور حول الفلسفة المعاصرة. و اعتبر احنانة أنه من الضروري قراءة فلسفة التاريخ التي كان هيجل أحد ابرز منظريها ضمن سياق معين، و وفق صيرورة التاريخ بالنسبة لأي أمة أو شعب. و أشار ذات المتحدث إلى أن مساءلة التاريخ مساءلة فلسفية بدأت مع ابن خلدون، قبل أن يتطرق إليها هيجل من منظور فلسفي محضن و من منطلق طرح إشكالات فكرية مرتبطة به باعتباره "تاريخا معقلنا و يتقدم" من منظور هيجل، الذي تحدث عن الروح و العقل المطلق و تطوره الذي انعكس على الإنسان على مر التاريخ. و لفت الأكاديمي نفسه أن هذا المفهوم بدأ يتطور مع ظهور مفهوم جديد هو "ما بعد الحداثة"، و النقد باعتباره تحليلا و تفكيكا لنظرية من النظريات. من جهته استحضر الدكتور أحمد الطريبق مؤلف الكتاب أهمية طرح سؤال الراهنية، و تفاصيل الحياة اليومية التي لا نعيرها اهتماما حيث أن "التاريخ لم يعد ذلك التاريخ المقدس الذي يتحدث عن القضايا الكبرى بل هو الذي يتحدث عن هذه الأجزاء التي نحن لا نراها"، وفق تعبيره.
و لفت الطريبق الانتباه إلى أن الفرد إذا ما وضع بينه و بين المكان الذي هو فيه أو المدينة التي ولد فيها فإنه سيشعر "بنوع من الغربة"، لأنه لا يسأل نفسه السؤال التاريخي الراهن. و عن المناهج التي اعتمدها ميشيل فوكو أوضح الطريبق أن فوكو استعمل المنهج الجينيالوجي، و أنه استعان بالمنهج الأركولوجي فقط في كتاب "الكلمات و الأشياء"، مؤكدا أن الجينيالوجية لا يعني أنه لم تكن من قبل بل كانت في عصر الحداثة، مبرزا تغير المنظور الذي تعامل به فوكو مقارنة مع منظور نيتشه، ماركس و فيبر، وهو تغير ل"لمنظورية" أي الموقع الذي ينظر منه، وفق تعبيره.