يوم 5 مارس..تحل ذكرى رحيل الزعيم الأمريكي اللاتيني الفينيزويلي الكبير "هوغو تشافيز"..هذا الرجل الذي آمن بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة للشعب الفينيزويلي ولشعوب العالم الرازحة تحت نير النظام الرأسمالي الجشع الذي تقوده حفنة من الشركات الكبرى العابرة للقارات..ووراءها حفنة من المليارديرات المتعطشين للمزيد للمال والدم..حاربت أمريكا "هوغو تشافيز" وحركت عملاءها داخل فنيزويلا من فلول الرجعية المشبعة بالأنانية والغطرسة واحتقار الفقراء..ونظمت انقلابا فاشلا ضده.. وسخرت المال لشراء الذمم وتنظيم "مظاهرات" ضده..وتمويل قنوات خاصة للدعاية الإعلامية ضده..وعندما اعتقل "تشافيز" أثناء الانقلاب الفاشل المدعوم أمريكيا..خرج أنصاره بالآلاف للشارع لممطالبة بعودة رئيسهم الشعبي المنتخب.. واجههم البوليس وبعض فيالق الجيش بالرصاص..وحين كان المحتجين يسقطون في الشارع.. كانت تلك القنوات العميلة تبث أشرطة الرسوم المتحركة والمسلسلات المكسيكسة ذات المنسوب العالي من الميوعة.. ولما فشل الانقلاب وعاد إلى السلطة..قام بإغلاق تلك القنوات..فانبرت الآلة الإعلامية الأمريكية باتهامه بعدو الديموقراطية.. سن "تشافيز" سياسة شعبية في مجال الخدمات الصحية والتعليم والسكن..وتمكن من بناء 850 ألف وحدة سكنية للفقراء.. وحدات سكنية لا ئقة لكرامة الإنسان..ولم تكن غبارة عن "غيتوات" بل منازل لها مواصفات المنازل السكنية إما مستقلة بحديقة صغيرة أو شقق في عمارات تحتل مساحات وسط المدن..ورفع من "الحد الأدنى للأجور" للعمال والمزارعين..ولجأت أمريكا إلى سلاح إغراق السوق العالمية بالنفط اعتمادا على عملائها طبعا..لأن فينيزويلا دولة نفطية.. كان "تشافيز مناصرا للقضايا العربية..خاصة قضية فلسطين..عبر عن تضامنه مع "غزة" بطرد السفير الإسرائيلي من فينيزويلا.. ووصف ما تقوم "إسرائيل" في "غزة" بالمحرقة والإبادة الدينية..ناصب العداء الشديد للصهيونية باعتبارها ذيلا من ذيول النظام الأمريكي الساعي دوما إلى استمرار هيمنته على العالم..كما ناصر "حزب الله" في حربه ضد "إسرائيل" ودافع عن حق "إيران" في امتلاك حقها في امتلاك القرار السياسي المستقل.. "هوغو تشافيز" واحد من سلسلة القادة والزعماء الأمريكيين الذين أنجبتهم أمريكا اللاتينية الذي قادوا حروبا ومواجهات دموية ضد جارهم "اليانكي" الشمالي المتغطرس القاسي..وسكبوا دماءهم على معبد حرية شعوب أمريكا اللاتينية..أمثال "سيمون بوليفار" و "زاباطا" وبونتشو فيلا"..و"إرنيستو تشي غيفارا"..و"فيدل كاسترو"..كان "تشافيز" زعيما فنيزويليا وكونيا..ولا يزال حيا بين "شعبه" وبيننا..هو قامة كبيرة وكاريزما لا تضاهى في طاقتها وقدرتها على العطاء والتواصل مع الشعب..إننا لو أخذنا كل الزعماء العرب الحاليين سواء كانوا في السلطة أو "معارضين" وعصرناهم عصرا..لن نستخرج منهم حتى ولو "ظل" "تشافيز"..حتى ولو ظفر من أظافيره..