الصحفي لايشتغل من فراغ، والصحفي لايدافع عن أحد، إنه يشتغل من خلال أجناس صحفية، وهي معروفة، ولمن لايعرف عليه أن يدرس، أو يقرأ، أو يتكون،من التكوين، ومن يقوم بهذا التكوين!؟، وأنا هنا لا أناقش كون الصحفي مهني أو غير مهني، فهذه قضية أخرى، وإشكالية لا ولن ينتهي الحديث عنها، والصحافة لاتتطلب أسلوبا بلاغيا في الكتابة، وإنما أسلوبا بسبطا، قابلا للفهم، والبساطة ليست الركاكة( لا أتكلم عن العمود الصحفي). ومايهمنا، بالدرجة الأولى، إيصال المعلومة. والسؤال، لايتعلق الأمر بسبق صحفي، وإنما في الحق للوصول للمعلومة، مع أن لا أحد له الحق في مطالبة الصحفي بمصادره، كما أنه لبس لأحد أن يطالب المثقف بنسقه الثقافي. اليوم لاتكوين صحفي، لا عقلنة، ولا تقنين لهذه المهنة، لاحياد صحفي، لااستقلالية في العمل الصجفي، بريق من الحرية، مايوجد هضم حقوق الصحفيين، كثرة في المواقع الإلكترونية، نافذة الفيسبوك، المباشر: هذا جميل، لكنه ليس مؤسسا على احترافية و رؤيا إخراجية وترتيب القضايا والملفات. أين هي الوزارة الوصية على القطاع، النقابة- آه... النقابات، الجمعيات الصحفية، المؤسسات الخارجية!؟.. كل في سبات! ماذايقع الآن!؟ جوابنا بسيط: الفوضى!