نعيش في مجتمعنا تناقضا غريبا بين القول والفعل، بين مانقوله، وماننشره، وبين مانفعله. وهذا يعني أن هناك ازدواجية في الشخصية، بمعنى أنني أقول شيئا وأفعل نقيضه. فأن أتذوق هذا الطعام بيدي، وبشراهة، في منزلي، شيئ طبيعي، لن يراني أحد، أما إذا كنت في مطعم سأتدب في الأكل، لالشيئ، لأن الناس يشاهدونني. في المنزل لدي شخصية، وفي الشارع شخصية أخرى، وهكذا... عندما تبكي امرأة أمام الناس عكس بكائها أمام المرآة. وفي كل موقف أو مكان شخصية، قناع... لاأحد صريح، و اضح، وحقيقي. السياسي المنتخب عندما يتكلم في مهرجان خطابي يكذب، لأنه يريد أصوات الناخبين، وفي البرلمان ينام، كما أنه يقفل باب مكتبه، ولايفتحه إلا لمن أراد. وبالنسبة للجمعيات أن تكون رئيسا ليس كأي عضو، لك صلاحيات، ولكن، إذا كنت ديكتاتوريا ستنفرد بالقرارات، وتفرض مشاريعك بالقوة، وباقي الأعضاء يتحولون إلى مجرد تابعين. وعندما يكون النشاط تقدمهم بلباقة لتبين أنك ديمقراطي،: إنه تناقض غريب، وازدواجية في الشخصبة. وفي الأخير، أقول لكم، سأقفل باب منزلي، ولن أفتحها إلا عندما أرغب أنا. وعندما أوجد في الداخل، سأفكر في الخارج، لكنني لن أستطيع لمسه كما هو حال الأجساد الأجنبية العارية على الشاطئ: إنني أنظر إليها ولا ألمسها. من جانب آخر، أعرف سيدة تعامل زوجها بقساوة، وكراهية، وتدعي أنها كريمة مع الناس وخيرة معهم، وتعتبر منزلها عبارة عن مطعم، وإذا تأخر الزوج وطالب بعشائه، تقول له: لقد قفلنا المطعم، مع العلم أنه هو من يصرف، ويعطيها المصاريف. وفي المجتمع ينظر إليها على أنها سيدة الأعمال الاجتماعيةوالخيرية. مارأيكم!؟...