تناقلت وسائل الإعلام آثار الأمطار التي تهاطلت على جنوباسبانيا و التي تسببت في فيضانات ألحقت أضرارا مادية بالبنيات التحتية لبعض المدن مثل مالاكا و خلفت ضحايا بشرية. حيث أظهرت الصور الملتقطة هناك شوارع تغمرها المياه، و سيارات تكاد لا تبدو للعيان بسبب غرقها وسط مياه الأمطار، كما توضح الصور. سجلت كذلك تهاطلات استثنائية في العديد من المناطق حول العالم مثل الدوحة و نيويورك ، و بعض المدن في المملكة المتحدة ....الخ، مما يعيد إلى الأذهان مسألة التغيرات المناخية التي تسبب تدفقات مطرية استثنائية تفضي حتميا إلى حدوث فيضانات . الفيضان وسط المدن يحدث تقنيا بسبب حمولات مائية عالية تتدفق على شبكة الصرف ذات قدرة تصريفية معينة، بحيث لا يمكن أن تكون هذه القدرة التصريفية غير محدودة في سقف ما ، و بالتالي لن تستوعب كميات كبيرة من المياه تهاطلت في فترة وجيزة، وهو شيء طبيعي. فلا نعتقد ان حدوث فيضانات في بلدان مثل اسبانيا و انجلاترا و امريكا و قطر ...الخ مرده هو افتقادها الى شبكات صرف مياه الامطار في المستوى المطلوب، أو أن أبعاد و اقطار هذه القنوات التي أفضت اليها الحسابات التقنية ، كانت مبنية على تقديرات خاطئة. لا نعتقد دلك بتاتا. لا نعتقد كذلك ان تلك الفيضانات سببها هو إنعدام الصيانة الدورية للمجاري المائية حيث تنخفض طاقتها التصريفية بسبب الإهمال. كلما نراه في نشرات الاخبار و نسمعه من تعليقات هو تجند أجهزة الدفاع المدني و مواطني هذه البلدان للتعاطي الإيجابي مع هذه الفيضانات و الحد من آثارها. و لم نسمع بإلقاء اللوم على أية جهة و لا تعليق هذه الفيضانات على أي مشجب. لأن الكل مستوعب ان تفسير تلك الفيضانات هو الامطار التي تهاطلت في وقت وجيز ، الناتجة عن التغيرات المناخية، و انه كيفما كانت ابعاد و جودة قنوات صرف مياه الأمطار، فإن ارتفاع منسوب الماء في المجاري يسبب صعوبة التصريف عند بلوغ المياه مستوى معين في شبكة الصرف ، وأن الحمولات المائية الاستثنائية داخل الشبكة و التي تفوق طاقتها التصريفية تجعل مياه الامطار تتدفق إلى الشوارع والساحات العامة فتغمرها. فما عسى أن يرجى من تحسين جاهزية شبكة صرف مياه الأمطار لتتلقى سيولا جارفة من الأمطار ، ما عسى هذه الشبكة أن تفعل أمام فيضانات أصبحت التغيرات المناخية هي السبب المباشر في حصولها. لم يبقى لنا إلا التضرع الى الله ليمطر شآبيب رحمته علينا قدر ما تنتفع به الارض و العباد.