تم عرض أول مشروع « نظام الإضاءة الطبيعية بضوء الشمس » المعروف اختصارا ب: « SOLARDO »والحاصل على براءة الإختراع، خلال فعاليات مؤتمر الأطراف الثاني والعشرين « كوب 22 » بالمنطقة الخضراء بقطب الجامعات و البحث. ويقوم هذا المشروع الأول من نوعه على نظام لتركيز ضوء الشمس بصحن مقعر مغطى بقطع مرايا، ما يجعل هذا الصحن يقوم بتركيز الأشعة القادمة من ضوء الشمس في النقطة المركز، حيث تتواجد حزمة من الألياف البصرية الضوئية والتي ستنقل هذا الضوء إلى المكان المراد إضاءته داخل المبنى. ويتميز هذا النظام بإنتاج الضوء مباشرة دون المرور من عملية التحويل من الطاقة الشمسية إلى كهرباء، ثم من كهرباء إلى إنارة، ما يمكن من إنارة جميع الأماكن المظلمة التي تنعدمفيها النوافذ، والأماكن التحت أرضية، والمباني الغير متجهة نحو الشمس . المشروع الذيتقدمت به المهندسة ليلى صدقي، بتأطير من الأستاذ محمد المعروفي بجامعة محمد الخامس بالرباط بالمدرسة المحمدية للمهندسين، تم اختياره لتمثيل الجامعة ب « كوب22″، وله تأثير مباشرة وجدفعال على النجاعة الطاقية للمباني. و أوضحت ليلي صدقي، بهذا الخصوص، بأن حوالي 32 بالمائة من الاستهلاك الطاقي للمباني، مخصص للإنارة الاصطناعية ليلا وكذلك نهارا، مشيرة بأن جميع الادارات العمومية المستشفيات، المدارس، الفنادق، وحتى المنازل وغيرها تستخدم الإنارة الاصطناعية في وضح النهار، في حين أن الدراسات العلمية أثبتت أن الضوء المتواجد خارج المباني يفوق 30 مرة مستلزمات المبنى من الإنارة، مؤكدة، بأنه و خلال الثلاث سنوات من دراسة المشروع، تبين أن هذا النظام الجديد يمكن من توليد أكثر من 400 واط حسب الفصل، بصحن تركيز قطره متر واحد والياف بصرية نوع PMMA، 200dB/km، ويعطي إنارة شدتها تصل إلى 3000 لوكس عند المصدر. ليلى صدقي ذكرت من جانب آخر، بأنه و خلال اشتغالها في المختبر تحت الضوء الناتج عن هذه التقنية، استنتجت أن هذا الضوء بتغيره خلال فترات النهار، يؤثر إيجابيا على نفسية الإنسان، وبالتالي على مردودية العمل،مشيرة بأنها تعمل على دراسة مدى تأثير هذا الضوء الشمسي الطبيعي علىتركيز الفيتامين و امتصاص الكالسيوم في جسم الانسان، ما يعني أن المشروع إضافة الى فعاليته في النجاعة الطاقية، سيؤثر ايجابا على صحة المواطن. هذا، ومن شأن هذا المشروع الأول من نوعه في المغرب، أن يساهم في النجاعة الطاقية للمباني بشكل كبير، و في الحد من استعمال الطاقات الأحفورية و بالتالي المساهمة في الحفاظ على البيئة. يذكر أن مختبر الأبحاث في الطاقة الكهربائية و أنظمة التحكم بالمدرسة المحمدية للمهندسين، ما زال يشتغل على جعل هذا النظام، و إضافة إلى فعاليته نهارا، يشتغل حتى خلال الفترة الليلة، وذلك بتوظيف الطاقة المخزنة التي يتم انتاجها من خلال الأشعة الفوق البنفسجية و التحت الحمراء المفلترة لحماية الألياف في النقطة المركز.