أعلن مصطفى الباكوري، رئيس الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازن)، عن إصدار المغرب لأول مرة في القارة الإفريقية لسندات خضراء بقيمة مليار و150 مليون درهم، وذلك خلال افتتاح «يوم تمويل المناخ» الذي نظمه طوال يوم الجمعة كل من القطب المالي للدار البيضاء و»باري أوروبلاس»، وهي تظاهرة معتمدة من قبل (كوب 22). كما أوضح الباكوري، في نفس المناسبة، عن أن هذه السندات سيخصص مدخولها لإنشاء ثلاث مشاريع شمسية تعتمد على تكنولوجية الألواح الضوئية، بكل من بوجدور وورزازات والعيون، وذلك بداية من مطلع العام القادم. وأشار الباكوري إلى أن هذه المحطات الثلاث التي سيستغرق إنجازها عاما كاملا ستمكن من توليد طاقة بحجم 170 ميغاوات (70 بورزازات و20 ببوجدور و80 بالعيون). وأشار الباكوري في هذا الصدد، إلى أن وكالة «مازن» تمكنت، ، من إنهاء عملية متعلقة بتمويل هذه المشاريع في إطار إصدار «سندات خضراء»، الأولى من نوعها على الصعيد الوطني والإفريقي، بتأشير من منظمة «كلين بوند ابنشياتيف» العالمية، وذلك في ظروف مرضية لا من حيث المدة أو التكلفة. ويهدف الاصدار إلى مواصلة تطوير مشاريع الطاقة المتجددة في المغرب، وتحقيق هدف قدرة إنتاجية تصل إلى 52 في المائة من كهرباء مختلطة من مصادر الطاقة المتجددة في أفق سنة 2030، مشيرا إلى أن هذا الإصدار تم إنجازه من خلال توظيف خاص بعد الحصول على ترخيص من طرف السلطة المغربية لسوق الرساميل، ويتم اكتتابه لدى مستثمري (بريد المغرب) والتجاري وفا بنك، والصندوق المغربي للتقاعد والشركة المركزية لإعادة التأمين. ويأتي إصدار أول سندات إجبارية خضراء مغربية في إطار دعم وثقة المستثمرين في المشاريع التي يتم تطويرها من طرف «مازن» المضمونة من طرف الدولة، وتمكن الوكالة أيضا من تأمين تمويل مع قسط من المجازفة يبلغ 10 نقط أساس. يذكر أن أشغال هذه التظاهرة الدولية «كيمات فينانس داي»، المندرجة في إطار فعاليات القمة الأممية للمناخ الذي ينظم من 7 إلى 18 نونبر الجاري بمراكش «كوب 22»، قد توجت بسلسلة من التوصيات التي يتوخى منها إيجاد حلول لتمويل المشاريع الدولية التى تعنى بشؤون البيئة وخاصة التي تتلاءم مع حاجيات القارة الإفريقية. وناقش المشاركون في مؤتمر تمويل المناخ، قضايا تتعلق بتمويل المشاريع البيئية، ودور القطاع الخاص في الأجندة المناخية، مع التركيز بشكل خاص على القارة الإفريقية، كما ناقش المؤتمر قضية التمويل الأخضر في مجال الطاقة والاستخدام المستدام للأراضي الزراعية. وقد عرفت التظاهرة الدولية مشاركة مستثمرين دوليين، كالبنك الإفريقي للتنمية والبنك الأوروبي للاستثمارات وعدد من كبريات الأبناك ومؤسسات التأمين، والعديد من ممثلي المنظمات الدولية والهيئات المتعددة. يأتي تنظيم هذا المؤتمر بشراكة مع عدد من الشركاء الدوليين من بينهم القطب المالي لباريس «باري اورو بليس» والبنك الإفريقي للتنمية والبنك الأوروبي للاستثمار والنادي الدولي للاستثمار ات التنموية، إلى جانب عدد من الأبناك المغربية وفيدرالية شركات التأمين والاتحاد العام لمقاولات المغرب. من جهته أطلق البنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا أول عملية له لإصدار سندات خضراء بالمغرب. وأشرت هيئة أسواق الرساميل على العملية، التي تهدف إلى رفع 500 مليون درهم من سوق المال الوطني في شكل سندات. وسيخصص محصول هذه العملية حصريا لتمويل مشاريع وبرامج استثمارية ذات جدوى في مجال التخفيف من وقع التغيرات المناخية وحماية البيئة. وأوضحت مذكرة المعلومات الخاصة بهذا الإصدار الأخضر أن الأموال المتحصلة منه ستودع في حساب خاص، وستوجه لتمويل مشاريع الطاقات المتجددة، سواء من الشمس أو الرياح أو مياه السدود، وأيضا لتمويل برامج تجهيزية تستهدف تحقيق النجاعة الطاقية. ووضع البنك المغربي للتجارة الخارجية مجموعة من المعايير لتأهيل المشاريع للاستفادة من هذه التمويلات، منها أن يمكن المشروع من تحقيق اقتصاد في استهلاك الطاقة بنسبة تفوق 20 في المائة عمومل و30 في المائة في المباني التجارية، أو يؤدي إلى تخفيض انبعاتات ثاني أكسيد الكربون بنسبة لا تقل عن 20 في المائة، أو يتعلق بإنتاج وتوفير التجهيزات الموجهة لتحقيق النجاعة الطاقية. كما أشارت المذكرة إلى أن البنك يتوفر حاليا على محفظة من المشاريع المرشحة للاستفادة من هذه التمويلات، والتي تتراوح تكلفتها الاستثمارية بين 45 مليون درهم و2.7 مليار درهم. وأسند البنك مهمة تلقي ملفات طلبات الاستفادة من التمويلات الخضراء لمديرية الاستثمارات والتمويل، فيما تتولى مديرية التنمية المستدامة دراسة الملفات والمصادقة عليها، وتضطلع مديرية تحليل وتتبع الإلتزامات بتتبع وتقييم المشاريع التي يتم تمويلها. ووضع البنك منظومة متكاملة للتتبع والتقييم والمراقبة في مختلف مراحل المشروع، قبل وبعد وخلال التنفيد. كما أبرم عقد تأمين الطابع البيئي للتمويلات التي يوفرها في هذا الإطار مع مؤسسة فيجيوإيريس. وستطرح السندات للاكتتاب من طرف المستثمرين خلال الفترة ما بين 14 و16 نونبر الحالي، والتي ستصادف أوجه مؤتمر الأطراف حول التغيرات المناخية كوب 22 الذي ينظم في مراكش من 7 إلى 18 نونبر، ويترقب أن تنعقد خلاله القمة العالمية من أجل المناخ يوم 15 نونبر والقمة الإفريقية من أجل المناخ يوم 16 نونبر.