تعود جمعية فرقة ماما سعيدة لمسرح الطفل المتواجد مقرها في مدينة تطوان، لتقديم مسرحيتها الرائعة معركة وادي المخازن في عدد من المدن الإسبانية خلال الفترة الممتدة ما بين منتصف مارس وأبريل القادم بكل من : الجزيرة الخضراء، وطاراكونا، وفالينسيا، وبرشلونة، ومدن أخرى، لفائدة الأطفال المغاربة وذلك بدعم من الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وبتنسيق مع مؤسسة الحسن الثاني للثقافات الثلاث بإشبيلية، ورؤساء المؤسسات التعليمية في الجنوب الإسباني،. ويشار إلى أنه سبق للفرقة أن قدمت المسرحية المذكورة في أشبيليا بمسرح مؤسسة الحسن الثاني للثقافات الثلاث ، وفي مقاطعة ألميريا حيث مدينة نورياس بمسرح مؤسسة "فرانسيسكو مونطويا" يومي 27 و 29 يناير. وعروض أخرى في غرناطة بمسرح "المكتبة الأندلسية" ، وملقا بمسرح مؤسسة "مانويل ألطو لاكييري"، والجزيرة الخضراء بمؤسسة "طارطيطوس" أيام 01 و 03 و05 فبراير 2016 على التوالي. ونظرا لأهمية الموضوع فإن عددا هائلا من الأطفال المغاربة والإسبانيين يفدون رفقة ذويهم لمتابعة أطوار المسرحية التي تلاقي استحسان الجميع بفضل مرونة الممثلين اللذين يتقنون اللغتين العربية والإسبانية. هذا، وحسب شهادات مدراء قاعات العروض، والمتتبعين والقائمين على شؤون المهاجرين المغاربة وجمعيات المجتمع المدني بإسبانيا يبدو واضحا بأن مسرحية معركة وادي المخازن تترك صدى طيبا لذا الجالية المغربية والإسبانية على حد سواء، فالأكثرية منهم يعربون عن سعادتهم بالالتفاتة الجميلة للوزارة التي دعمت المشروع. فقد حضيت فرقة ماما سعيدة باستقبالات العديد من المسؤولين عند نهاية العرض، من بينهم السيد القنصل العام بأشبيلية والسيد القنصل العام بالجزيرة الخضراء والسيد مدير مسرح المكتبة الأندلسية وخصوصا السيد القنصل العام بألميريا الذي أقام مأدبة عشاء على شرف أعضاء جمعية فرقة ماما سعيدة ونوه أمام الحضور بالمسرحية لأن مثل هذا الإبداع الفني مفخرة للأجيال الصاعدة، وتوثيق لحقبة زمنية مهمة من التاريخ المشترك بين الجنوب الأوروبي والشمال الإفريقي يجب أن يطلع عليه أبناء المهجر. وفي هذا الصدد يقول الفنان محمد شفيكر مؤلف ومخرج مسرحية معركة وادي المخازن بأن نجاح المسرحية وإقبال الجمهور عليها سواء كان مغاربي أم إسباني، لم يأتي بالسهل في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم وخصوصا أوروبا، إذ أصبح الحديث عن انتصارات الإسلام والمسلمين على الصليبيين يثير الرعب في النفوس. ويضيف قائلا:" كان لزاما علينا إعادة النظر في بعض الجمل والعبارات والمواقف الصادمة والتخفيف من وقع هزيمة الغرب وخصوصا موت الإمبراطور البرتغالي سيباستيان مع الحرص على الدعوة للتعايش في سلم وتسامح من دون ذلك الحقد الدفين الذي يغذي العقول المتطرفة، واعتمدنا في ذلك على استقطاب أساتذة وممثلين مغاربة محترفين لهم تجربة طويلة في ميدان مسرح الطفل ويجيدون اللغتين العربية والإسبانية" حتى لا يمل من لا يفهم اللغة العربية الفصحى. وتؤكد الفنانة سعيدة الهرشال والمعروفة بلقب ماما سعيدة وهي أيضا رئيسة للجمعية بأن تغييرات جذرية أدخلت على السينوغرافيا خصوصا الديكور وذلك حتى يزداد الفضاء العام الذي تلعب فيه المسرحية جمالا وابتهاجا.هذا وتجدر الإشارة إلى أن الجولة ستستمر حتى نهاية شهر أبريل 2016 .