شهدت بلدة صالت في منطقة كتالونيا، شمالي شرق إسبانيا، الأحد 8 نوفمبر تنظيم السباق الشعبي الخامس والذي عرف مشاركة ما يقرب من ألف متسابق ومتسابقة من مختلف الجنسيات والفئات العمرية وهو السباق الذي يهدف بالأساس إلى تشجيع اندماج المهاجرين في المجتمع الإسباني ودعم التعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع. هذا السباق الذي تنظمه جمعية المهاجرين المغاربة بصالت، يعتبر السباق الأول و الوحيد من تنظيم مغاربة العالم في أوربا وهذا في حد ذاته يعتبر مفخرة لجميع الجاليات العربية لإثبات الذات في بلاد المهجر, خصوصا و أن الجهات الداعمة لهذا السباق الذي دخل في أجندة و مواعيد السنوية للسباقات و المراطونات بمنطقة كطالونيا ,فمن بين الداعمين لهذا العرس الرياضي نجد الإتحاد الأوربي , وزارة العمل والهجرة الإسبانية , بلدية المدينة , حكومة إقليم كطلونيا بلإضافة إلى شركات رياضية أخرى. وقد أعطى انطلاقة السباق عمدة بلدية صالت جوردي فينياس ورئيس جمعية المهاجرين المغاربة السيد يونس أوسعيد بحضور عدة شخصيات أبرزها القنصل العام للملكة المغربية بجيرونا السيد إبراهيم بادي ورئيس مؤسسة الثقافة العربية بإسبانيا، السيد سعيد إدى حسن وعدة مسؤولين محليين. وتميز السباق بمشاركة أزيد من 300 طفل وطفلة من مختلف الجنسيات والفئات العمرية وكذا مشاركة متسابقين من الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة. وعرفت أطوار السباق تنظيم مسابقات لمختلف الفئات العمرية من براعم وصغار ويافعين وأكبار من ذكور وإناث. وتميز حفل توزيع الجوائز بتوزيع قمصان لفريق برشلونة لكرة القدم تحمل توقيع نجوم فريق البارصا. وتأتي أهمية هذا السباق كونه انطلق سنة 2011 مباشرة بعد حدوث أعمال عنف وشغب تلت مقتل شاب مغربي بعد مطاردة الشرطة الاسبانية له في بلدة صالت التي أزيد من 40 في المئة من سكانها من المهاجرين. وعاشت هذه البلدة أسابيع من التوتر الشديد تخللته مواجهات بين شبان من أبناء المهاجرين والشرطة. الهدف الرئيسي من تنظيم هذا السباق الشعبي هو حمل المهاجرين على اختلاف انتمائاتهم العرقية والثقافية والسكان الأصليين في منطقة كتالونيا على الوقوف جنبا إلى جنب في سباق رياضي يجسد العيش المشترك في مدينة واحدة وبلد واحد. الأحداث الأليمة والاضطرابات العنصرية التي شهدتها بلدة صالت سنة 2011 دفعت جمعية للمهاجرين المغاربة إلى التفكير في آلية تساعد المواطنين الجدد والمواطنين الأصليين على العيش جنبا إلى جنب في إطار الاحترام المتبادل وتقبل الآخر مهما كان مختلفا عنا عرقيا أو لغويا أو ثقافيا. وخلصت إلى أن الرياضة والثقافة هما أنجع طريقة للتواصل بين مختلف مكونات المجتمع خاصة وأن بلدة صالت أزيد من 40 في المئة من سكانها هم من المهاجرين. هذا السباق الذي نظمت اليوم نسخته الخامسة يحضى بدعم بلدية صالت ودعم الحكومة الكتلانية وكذا السلطات الإسبانية والاتحاد الأوروبي وتشارك في تنظيمه عدة مؤسسات.