من أشهر الأبواب المحيطة بالمدينة العتيقة، و الشاهدة على اجتماعات عديدة في زمن المفاوضات و الثورة التي أعادت الحرية لهذه البلاد، و الحاكية عن مجموعة من الوقائع التاريخية و الأحداث الخالدة، مفخرة مدينة التراث العالمي:" باب العقلة"… اصبحت اخجل كل مرة مررت بها من هذا الباب، و لسوء حظي و رغم تعمدي "ندخول سوق راسي" حيث لم أفلح، فإنني مرغمة على رؤيته تقريبا كل يوم باعتبار تواجد بيت الأبوين بالقرب منه، و كلما مررت أزيد اشمئزازا و حسرة على حاله…لا يمكن وصف ما يحدث بالمدينة العتيقة من تهميش مقصود يهدف للقضاء على هوية و حضارة شعب أثث في الماضي تاريخا حافلا بالمنجزات و المآثر المقتبسة من نبع الحضارة الأندلسية الراقية، و ترك بصماته في كل درب من دروب هذه المدينة او بالأحرى في كل البيوت العتيقة. ابصم على أن كل مستهتر بهذا التاريخ لم يعش رونق الماضي النظيف، و لم يشاهد النسوة وهن تجتمعن في "العواشر" لتبييض جدران هذه الأزقة، و تتفنن في رصها بالأصائيص البديعة المغروسة بشتى أنواع الزهور، و أحيانا فقط ب"النعناع الحر" و "خديوج البهي"… لا يهم اي نبتة، كل ما في الأمر هو إضفاء الجمالية العجيبة على هذه الدروب… أؤكد على كون المتمادين في إفساد هذه الجمالية لم يدخلوا بيتا من تلك البيوت الحاملة لمعانيها في كل قطعة زليج أو "مزهري" من أرضها، و لم يرتووا من ماء "معاديها" و لا نافوراتها… اكتب المقال و أن شبه متأكدة من ان العديد ممن سيقرؤن اسم هذه المآثر لن يجيدوا نطقها كما يجب، لذلك لا يمكننا ان نطلب ممن يتوجب عليه الحفاظ عليها و التصدي لكل من يعبث بها أن يفعل… و لو كانت إرادة الإصلاح متواجدة لتسنى لهم ذلك موازاة مع عطلة عيد الأضحى حيث جلنا بشوارعنا بكل حرية متحسرين على مآلها بعد فترة الاستراحة التي عاشتها تلك الأيام، و لعل الصورة المصاحبة للمقال خير تعبيرعن كل ما يجري او بالأحرى عن حال "القنا د باب العقلة" بالتحديد…