إن اي متتبع لتسيير الشأن المحلي بمدينة تطوان بدأت تظهر له الصورة و لو بشكل غير نهائي ، غير أن الظاهر ينبئ بالقوى التي سيناط لها تسيير حضرية تطوان في الفترة القادمة فمن الواضح أن حزب التجمع الوطني للأحرار ، و بحكم خطته المدروسة في قيادة حملته الانتخابية أظهر جليا في غياب المفاجأة، أنه سيكون القوة الأولى بالمدينة بزعامة وكيل لائحته السيد رشيد الطالبي العلمي ، و لعلى ساكنة تطوان ستعقد أمالها عليه في الفترة القادمة لجلب الاستثمارات للمنطقة بحكم منصبه كرئيس لمجلس النواب من جهة و بحكم حنكته و تجربته في التسيير . و قد كانت فترة تسييره من سنة 2003 إلى سنة 2009 من أحسن الفترات التي عاشتها حضرية تطوان لم تعشها منذ فترة المرحوم أحمد أكزول رحمه الله. من جانب أخر استطاع حزب الأحرار بتطوان تغييب أي انقسام قد يضر بتقسيم مرشحيه على خريطة المدينة فنرى سعيد الأدغيري لم يفقد شعبيته بحي جامع المزواق ، محمد الحسيوتي بحي كويلما الشعبي ، الشرقاوي ، العزوزي ، دون أن ننسى عبد السلام الدامون و الذي كان ينافسه على المدينة العتيقة وجه واحد في العدالة و التنمية و هو السيد أحمد الغياتي . نحن نتوقع أن تكون المرتبة الثانية من نصيب حزب الأصالة و المعاصرة بقيادة المهندس عبد اللطيف أفيلال ، لعدة إعتبارات أولا لمصداقية الرجل و خبرته هو أيضا في التسيير الإداري بحكم أنه شغل منصب رئيس الغرفة التجارية و الصناعية بتطوان ، غير أن الخطأ الذي سقط فيه حزب الجرار هو ضمه لبعض " الرحال" و الذين تحملوا مسؤولية التسيير في المجلس السابق و يتحملون مسؤولية الأخطاء التي إرتكبها حزب المصباح خلال فترة تسييره ، بالإضافة أن كرونولوجيا الحملة كانت عشوائية . من جانب أخر ضم اللائحة اسماء لا شعبية لها في الأحياء الأكثر كثافة سكانيا خصوصا الأحياء الشعبية مثل المدينة العتيقة ، حي كويلما و أحياء أخرى… المرتبة الثالثة سيتنافس عليها كل من حزب العدالة و التنمية و وكيل لائحته الدكتور محمد أدعمار المنتهية ولايته ، هذا الحزب الذي عرف إنقساما داخليا كبيرا فجرته إستقالة " الفقيه اللجنري" ، و قسمه الصراع القائم بين جناح بوخبزة الذي يعتبر المؤسس الفعلي لفرع الحزب بالمدينة و إنسحاب أحمد الغياتي ، فرغم بساطة تكوينه السياسي فالرجل له كلمة و شعبية داخل أوساط سكان المدينة العتيقة . حزب العدالة و التنمية سقط في منطق الإبتزاز خلال فترة التسيير الفارطة حيث تنازل على مجموعة من الملفات ليحافظ على تحالفه مع الإتحاد الإشتراكي ، غير أن هذه المسألة بالضبط ستأثر عليه "بهروب" مجموعة من الأصوات التي ساندته خلال الحملة الإنتخابية لسنة 2009 . بالنسبة للإتحاد الإشتراكي فهو لا يختلف كثيرا عن العدالة و التنمية و لا أقصد هنا من الجانب الإيديولوجي و لكن نحن في صدد طرق للحملة الإنتخابية ، وقد سقط هو ايضا في نفس مشكل الترحال مع الفارق أن الذين إنسحبوا من العدالة و التنمية لم يغيروا الحزب بل بإستثناء " الفقيه اللجنري" الذي إستقال الأخرون ظلوا متشبثين بحزبهم . وكيل لائحة الإتحاد الإشتراكي الأستاذ كمال المهدي قام بحملة نظيفة و منظمة و راقية جدا أما باقي الأحزاب بما فيهم حزب الاستقلال فقط طبعت حملتهم الانتخابية نوع من العشوائية و الارتجالية، غير أن المتتبعون للشأن المحلي دائما كان ينتظرون ظهور حزب الإستقلال بوجه مغاير و عليه و حسب ما ذكرناه سابقا فإن الترتيب حسب المقاعد سيكون على الشكل التالي * 1 حزب التجمع الوطني للأحرار * 2 حزب الأصالة و المعاصرة * 3 حزب العدالة و التنمية * 4 الإتحاد الإشتراكي * 5 حزب الإستقلال . * 6 حزب التقدم و الإشتراكية