الثالثة والربع صباحا: خيالك ينقر نافذة عقلي مثل عصفور يبحث عن ملجأ.. لا اعرف سر اللوحة.. وحائر بين ان افتح النافذة لعصفور البحر.. ام اغلق الريح بسدادة قطن اضعها في اذني كي اغفو وانام.. في كل الاحوال: تصبحين على خير. أجبته : نافذة قلبك يجب ان تبقى دائماً مفتوحة، ماذا لو دخلت فراشة تحلق حول قلبك بحثا عن ملجأ ؟ دام قلبك ملجأ للأحلام، لأحلامي. قال: الفراشات تحوم دوماً حول القلب.. يسعد قلبك ايتها الفراشة التي تحلقين في البعيد. أثنيت على وصفه الجميل: شكرا على الكلمات الرقيقة، ‘تسلم يا غالي'.. فسألني اخر سؤال: سالت عنك .. وددت ان اعرف اخبارك، اشتقت اليك… لماذا تغيبين طويلا مثل فراشات المواسم؟ أجبته اخر جواب : اعتقدت انك مشغول جداً، لا يمكنني الغياب و ان اعتقدت ان الغياب هو حضور صامت….انا هنا متى احتجت الى التحدث الي، متى اردت ان تترك نافذتك سبيلا مفتوحا للوصول الى مشاعرك. لم أكن اعلم انها آخر رسالة، انك سوف تضع راسك على وسادة نجومك، تغفو فتنام نوما سرمديا. لم أكن اعلم انها اخر توارد لخواطرنا. انت من جمع انفاسه قبل اسبوع كي يتصدى للثانية، للحظة الثكلى للهروب من قدر محتوم يقودك لرصيف الموت. و كانك علمت بموعد الرحيل. كيف تتركني، رحلت و ارتحلت الى الطرف الآخر ؟ كيف لم احس بذهابك بعيدا؟ انت من جعلني عالقة في عذوبة و رقة افكارك، من كلمني عن الإحساس المرهف و عين المبدع التي تبصر ما لا يراه الآخرون….. من حدرني من ضياع اللحظة و المتاهة في احلام الانسان العربي الذي انتزعت منه انسانيته. من أهداني قصيدة الموت العابر . كيف لإحساسي ان يخونني فلا استشعر وداعك الأبدي؟ لماذا سافرت بعيدا و تركتني الآن و بعد رحيلك بدون زمن؟ الهي، من يخبره الان بعشقي؟ ام ان روحه سوف تزورني كفراشات المواسم كلما اشتقت اليه؟ الهي، لماذا توؤد قصص الحب في قلبي قبل نموها؟ حين تنبت زهرة العشق، يجتمع الكون لإبادتها؟ لإطفاء شرارة الحب التي أوقدت و إعادتي الى مكان و زمان "العَدَمْ"؟.