في بادرة غريبة من نوعها تتحول احدى الشقق لعمارة بحي الخنيوريس ، و هي المسماة بعمارة الطيبي الى مركز للأفراح و تنظيم حفلات الاعراس يتم جلبها من الخارج و لا علاقة لها بالسكان القاطنين بالعمارة ، و بدون حصول على ترخيص مسبق من لدن السلطات و لا موافقة القاطنين ، ذلك ان المعلوم لدى سكان العمارة ان الشقة المعنية هي شقة مخصصة للسكن ، لكنهم يفاجئون بين لحظة و اخرى أنها اصبحت مسرحا للاحتفالات المصحوبة بدق الطبول و المزامير ، و أصوات التهليل و الزغاريد و الهرج و المرج الذي يصم الاذان و يحدث الكثير من الازعاج الذي يطال راحة المواطنين و حقهم في السكينة . و لحد الساعة تبقى الخلفيات الحقيقية لأصحاب الشقة المعنية من تنظيم تلك الاحتفالات مجهولة ، لكن من المرجح ان تكون العملية تدخل في نطاق البر و الاحسان و مد يد المساعدة للأصدقاء و المقربين ، و اذا ما تأكدت هذه الفرضية ، فإن الواجب الاخلاقي و القانوني الذي يتحتم في مثل هذه الحالة ، هو أن مراعاة حاجة السكان و أهل الجوار هو أولى بالإحسان و المساعدة و ذلك من خلال احترام حقهم في الهدوء و السكينة .. فمتى ستعود ثقافة حسن الجوار مبدأ اصيلا في المعاملة ، و أولوية مقدمة على كافة المصالح الاخرى ؟