معمل الخياطة المسمى (( مودا إي ستيلو)) بحي الخنيوريس بتطوان الجاثم بضجيجه على صدور المواطنين منذ سنين عديدة أصبح هو المعمل الوحيد الذي يقيم وسط السكان ، و يتحول عند اقتراب موسم الحرارة إلى مصدر خطر و إزعاج كبيرين لسكان الحي خاصة القاطنين بالمجموعة السكنية بعمارتي الطيبي و المهندسين ، حيث يحتل المعمل المذكور الطابق الأرضي لهذه العمارة . و بالرغم مما يساهم به هذا المعمل كوحدة إنتاجية يتم توجيه إنتاجها إلى الخارج في تنشيط الاقتصاد المحلي من خلال تشغيل فئة من اليد العاملة اغلبهم من العنصر النسوي ، إلا أن وجوده بين السكان أصبح يشكل خطرا كبيرا ليس فحسب من حيث ما يمكن أن يقع من حوادث شغل أو اعطاب تقنية تؤدي إلى حرائق قد يكون لها لا قدر الله تداعيات كارثية و مهولة على سكان الحي ، و إنما أيضا من حيث الإزعاج المستمر الذي يسببه هدير المحركات المستعملة داخل المعمل مما يزيد في نسبة التلوث الضوضائي المضر بصحة المواطنين و يسبب تصدعا في بنية العمارتين و أساساتهما خاصة بعد أن لوحظ حدوث تشققات في جدران بعض الشقق الواقعة بالطابق الأول المجاورة للمعمل المذكور . و لقد سبق لنا ان وجهنا من خلال الاعلام المحلي نداء في هذا الشأن منذ سنوات للتنبيه على المخاطر المحتملة عن وجود المعمل المذكور . كما دأب مرارا بعض السكان المتضررين و خاصة المرضى منهم يرفعون احتجاجاتهم إلى صاحب المعمل و المكلفين على تسييره خصوصا فيما يتعلق بهدير المحركات التي تزداد شراستها مع حلول فصل الصيف لحاجة المعمل إلى التهوية الكافية و مضاعفة الإنتاج في هذه الفترة مما يسبب لهم قلقا و إزعاجا كبيرين غير أن ردود الفعل كانت دائما غير مبالية لان المسؤولين عن المعمل تعودوا صم آذانهم و التضحية بسلامة و راحة قاطني مجموعة سكنية بكاملها . على أن مخاوف السكان و جميع من في الحي قد تضاعفت في كل لحظة منذ ان بدأت وسائل الاعلام الوطنية تنقل اخبار الحرائق التي تشب في بعض اوراش العمل ، خصوصا بعد احداث الحريق المهول الذي شب في معمل تصنيع المفروشات والأثاث المنزلي بالحي الصناعي لساسفة بالدار البيضاء منذ ما يقرب من خمس سنوات ، و الذي أسفر عن عشرات الضحايا و القتلى قدرت حصيلتها ب 56 قتيلا و26 جريحا ، و كلنا نتذكر إثر ذلك الحدث المؤلم تعليمات صاحب الجلالة حفظه الله لمواجهة اثار الكارثة على مستوى الخسائر البشرية ، حيث اعطى اوامره السامية " الى السلطات المركزية والمحلية لاتخاذ جميع التدابير اللازمة لاسعاف الضحايا ومواساة عائلاتهم مع تعبئة طاقات المستشفيات لعلاج المحروقين بما فيها المستشفى الجامعي ابن رشد والمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط، قصد معالجة المصابين في احسن الظروف". حدث كل هذا في منطقة صناعية بعيدة عن السكان و توفر شروط السلامة في المعمل المنكوب ، فكيف يمكن أن نتصور هول الكارثة و نتائجها - لا قدر الله - في حالة اندلاع حريق مماثل بمعمل الخنيوريس الذي يقيم وسط السكان و يحتل مساحة واسعة تعتبر مركزا للحي و نقطته الاستراتيجية . خصوصا إذا أخذنا في الحسبان توفر كل شقة في المجموعة السكنية الموجودة تحت التهديد على قنينتين من الغاز في الحد الأدنى ؟؟ إننا و من منطلق الشعور بالمسؤولية و المطالبة برفع الضرر ، و تطبيقا لمبدأ الوقاية خير من العلاج نلفت انتباه السلطات المعنية بأنه قد آن الأوان لتحويل المعمل المذكور بعيدا عن السكان و ذلك تفاديا لما لا يحمد عقباه . كما نتوجه إليها خالصا بمناشداتنا و نداءاتنا إلى أن مساْلة راحة السكان و سلامتهم و حقهم في بيئة نظيفة خالية من التلوث و التلوث الضوضائي هو حق مقدس و أغلى ما يجب حمايته ، و أن عليها أن تتدارك الوضع خصوصا و أن شبح و حجم الكوارث التي تخلفها الحرائق التي تندلع بين حين و آخر ، و ما تسببه من آلام و مآسي و اضرار مادية فادحة هو هاجس امني و اجتماعي و اولوية ملحة لا ينبغي التعامل معها بسياسة اللامبالاة و غض الطرف . فمن إذن ، سيحمي المواطنين من خطر و إزعاج .. معمل الخياطة بحي الخنيوريس بتطوان ؟! الاستاذ السعيد ريان