خرجت تتهادى في مشيتها والعطر البارزي يفوح من ورائها على مقهى بلدي أثقلت خطاها ، وتغنجت عمدا في مشياها ، رشقتها أعين، العجوز المتصابي لباسه، وترهق لها. دلالا في كلامه قائلا : رفقا يا ذات، العطور. يا من غارت، منها الورود والزهور. الإسلام حرم الزنا، ومنها زنا العطور . ضحكت ، ضحكة الغوازي ، قالت : أيا شيخ العرب أاتخذت من الدين وازعا . ولبست قبعة الإمام واعظا. أهزك العطر أم، صوت الطرب. أفزعتني بجهنم سألوذ بالهرب أخاف أن تتآمر مع خادمتي وتكسرون قارورة عطري الوحيدة أو ترموها في اليم. إني أقسمت أن تغتسل ألف مرة في اليوم . و أن أنسيك، باب المسجد. وإن كنت مسيحيا تنكيلا بك، سأبتعد عن الكنائس ، أريدك أن لا تسمع إلا أجراس خلخالي . فثبا لإفتائك وأنت المتصابي والجاني….خيرة جليل إني نذرت نفسي هذا القادم خاشعا يلتحف الورع على خاصرة الزمن رفع صوته ودعا أحشو هذا الجسد النحيل بالحب جُرعا هذا صوتي ولن تصرخ حنجرتي جزعا إني نذرت نفسي لك يا وطني ،حتى نكون معا . ليحملك قلبي ، حيث ما ذهب وسعى . فأنت يا خضراء واحمر قد سطع ، جنتي وجنينتي وكل ما صَغُر أو اتسعَ. هواك كان منه خلودي ومنك قلبي قد رضع َ. متيمةٌ بك أغمض عيني ، حتى لا تلوح لي وداعا. بأعراقنا تحفة الكون أنت ؛ كنا خير ما صَنَع الدهر في زخرفته ، و خير ما زرع . فلك الخلود يا وطني من ربي الوجود الذي فيك قد أبدع…….خيرة جليل