يوسف بلحسن المبادرة التي قامت بها الجمعية الرائدة"تطاون اسمير" لجمع شمل هيئات وجمعيات مدنية من مختلف مناطق ولاية تطوان لتدارس ملف الجمعيات المدنية والأدوار الدستورية الجديدة ( في اطار لقاءات لجنة الحوار الوطني حول المجتمع المدني ) مبادرة تستحق كل الثناء والتنويه،والحقيقة أن الكثيرين يمرون على مثل هذه المبادرات مر الكرام وأكثرهم لا يرون فيها إلا ترفا فكريا ولقاء نخبويا يظل محصورا لذى فئة محددة نادرا ما تنتفح على أفق ومكونات مجتمعنا الحقيقية، لذى قلما نرى اهتماما من طرف الفاعلين المدنيين الحقيقيين في مثل هذه اللقاءات والندوات،لكن أمر ندوة تطوان كان بالفعل مغايرا نوعا وكما. الصديق الدكتور الوزاني صاحب المبادرة أخد على عاتقه انجاح اللقاء ولأجل ذلك لم يدخر جهدا في فتح قنوات اتصال متعددة ومتشعبة مع فاعلين ومسؤولين وهيئات كثيرة ،مند اليوم الأول الذي تبلورت فيه الفكرة عقب لقاء آخر للجنة الوطنية تم بمدينة اخرى بين مختلف الجمعيات مع المسئولين المركزيين المناط لهم مسؤولية فتح الحوار الوطني . مبادرة الدكتور الوزاني وجمعية تطاون اسمير كانت رائدة من جانبين أولهما:أنها حاولت أن توسع اللقاء ليشمل ما سماه المشرف :بتطوان الكبرى، يعني مدينة تطوان وباقي المدن الأخرى القريبة والتابعة لعمالة أخرى يعني مرتيل والفنيدق والمضيق وثانيهما اقتصارها على موضوع أو ملف الجهة:"المجتمع المدني ومشروع الجهوية المتقدمة"، لأننا بالفعل ادا توسعنا في نقاشاتنا حول كل أدوار الحوار الوطني فلن نصل لنتيجة وهدف محدد ولو أن اللجنة الوطنية كانت قد قسمت مشروعها الحواري على أسس الملفات عوض المناطق لكان أفضل. الندوة عرفت حضورا متميزا لشخصيات وازنة ولثمثيليات يشير تواجدها ومشاركتها إلى أننا بالفعل داخل وطننا نبحث عن انتقال ديموقراطي حقيقي وأننا كل حسب موقعه يؤتث هذا الإنتقال -الذي لا يزال في بدايته-بكمه المعرفي والنضالي، تواجد الاستاذ مولاي اسماعيل العلوي، ياسين ابويا،محمد النشناش، جمال الشعبي وعدد لا يستهان به من جمعيات المنطقة ومن رؤساء الجماعات وبرلمانيين ومنتخبين ومفكرين ،أعطى للقاء الأهمية العلمية والتواصلية المنتظرة منه. لن أفصل في محاور اللقاء ولا في نوعية الكلمات ومدى أهميتها ولكن ما يهمنا في هذا العمود هو التأكيد على ما أشار اليه الاستاذ عبد السلام الشعشوع ،في كلمته وهو أن واقع حالنا ببلادنا يفسح المجال أمام الجميع ليشارك بشكل ايجابي في كل المبادرات، وأن مقارنة حاضرنا بما كنا عليه في عهد المغرب الحديدي وما صاحب تلك الفترة من قمع للحريات وتضييق على العمل الجمعوي وتكييفه طبقا لمصالح فئة متسلطة أو أحزاب مدجنة ،يجعلنا اليوم وبعد طفرة التغيير على قدر من المسؤولية لتحمل الأمانة في البحث عن أفق رحب لعمل جمعوي جاد وهادف يوظف طاقاته ومساحاتها لمشاركة حقيقية في تنزيل الدستور الجديد ليشمل مجالات تدخل المجتمع المدني في تدبير الشأن العام والديموقراطية التشاركية. مرة اخرى تحية لجمعية تطوان اسمير وللصديق الوزاني.