لم يكن يوم 2013/09/12 أبدع من يوم 2013/08/29 في تاريخ مجموعة آر أي بويزي، فالتفرد والتميز والتسامي والرقي سمات باتت لصيقة بكل أنشطة المجموعة ونشاطاتها. ولم تكن الأمسيتين الأخيرتين اللتين نظمتهما المجموعة سوى تجسيد لتفرد نهج ومسار هذه المجموعة الطموحة. إذ شكلتا ثورة على النمطية في تنظيم اللقاءات الإبداعية عندما استلهمت المجموعة هذه المرة منهجا مختلفا وراقيا للمسامرات الثقافية من العهود الذهبية للأدب واستقت طقسا قد تلاشى من تاريخ الإبداع العربي الزاهر لتقدم من خلاله جديدها وجديد مبدعيها. بحق عادت بنا الأمسيتان إلى زمن النوادي والصالونات الأدبية التي أنتجت جزءا مهما وثريا من الأدب العربي عبر كل العصور وذلك عندما أعطت المجموعة انطلاقة هذا اللون من الاحتفاء بالثقافة بتطوان بسمر دافئ بديع بالبيت العامر لصاحبه المبدع الجميل الحس والحرف الكريم المضياف الشاعر المبدع السيد يوسف الهواري وذلك بحضور وتشريف شخصية وازنة من الصف الرائد بهذا الوطن هي ليست إلا رجل الدولة المميز والديبلوماسي الأنيق والاقتصادي المتمكن والمؤرخ المبدع السيد زين العابدين العلوي سليل الأسرة الشريفة بصفته رئيسا شرفيا للمجموعة وثلة من مرافقيه غمروا المكان والبرنامج بتواضعهم وبهاء تتبعهم لمشاركات المبدعين. كان إذن التلاقي حميميا كعادته، ضم نزرا من مبدعي هذه الربوع الطيبة من شعراء وموسيقيين وتشكيليين وزجالين ونقاد فغمر الأفئدة والنفوس بمودة عطرة ومتعة عارمة. ثم اختتم بدردشة عن تصور المجموعة المستقبلي للعمل خارج صفحات العالم الافتراضي… هي أمسية إذن من وحي العشق المنزه للحرف والرسم والفن أقل ما يمكن أن يقال عنها سمر ملائكي… تلتها بعد ذلك لمة بالأحضان الدافئة للزجالة البهية المرهفة الحس الرقيقة الشفافة حد الاستثناء السيدة جميلة المريبطو التي جمعت مرة أخرى النفوس التواقة للجمال ببيتها البديع ببوعنان.. لقاء أو أمسية أو سمها جذب متصوفة ضمنت لكل من حضر من المنتمين للمجموعة أو المتعاطفين معها تصاهر الأرواح وتآلفها وصفاء الأحاسيس المنزهة ومتعة حقيقية لا تضاهى. تميز إذن صالون جميلة الجميل بحضور نوعي للإبداع من شعر وموسيقى ومسرح وتشكيل وزجل في فضاء هو قبس أو قل روضة من رياض الفن الجميل، قدم فيه المشاركون أبهى إبداعاتهم وبعض من تلاوين فنونهم المنبعثة من عمق الوعي المشترك والحلم المشترك والأصول المشتركة، منتوجات أبهرت بحق المتلقي لجمالها وعمقها وسموها وأكدت انبعاث طقوس نهضة فكرية في زمن الرداءة والانحدار وأعلنت أنه لا زال في الإبداع الحقيقي الوازن بهذا البلد بقية. اختتم السمر باستحضار محطات الانطلاقات الأولى وتطور فصول الحلم وبإحياء النقاش حول الرؤية المستقبلية للعمل داخل المجموعة في غضون الأمد القريب والمتوسط. تواصل إذن الخطو الرصين للمجموعة بإسهام ثلة من الشغوفين بالكلمة والرسم واللحن بهذه المدينة في أفق النهوض بالحلم المشرق بل إنه محاولة جادة من الأعضاء للارتقاء بالذائقة الفنية للمجتمع وتأثيث فضاء الأدب بكل ما هو بديع ومتفرد ووازن.