كتب : يوسف بلحسن عبد الاله يحمل في جيناته جرثومة "الخيرة"وهي عدوى لمستها ولله الحمد في عدد كبير من بنات وأبناء مرتيل وادعو الله أن يصيب بها أبنائي كذلك…بعدما عدنا من الجنازة… كان علينا أن نصاحبه إلى كوميسارية مرتيل، ملف آخر ومشكل آخر وهذه المرة لسيدة عجوز أرملة عمياء مصابة بمرض السكر ،لها طفلان صغيران ولد وبنت-جميلة- تعاني من مشاكل مع صاحب المنزل الذي يطردهاويقطع عنها الماء والكهرباء لعدم أدائها كراء المنزل –وهذا حقه-بعدما طلقها زوجها وتركها بدون نفقة.وهذه هي مصيبة هذه الأمة ..طيب ما الحل؟ وماذا ستفعل لنا الكوميسارية؟مثل هذه المشاكل لا حل لها ، ومن يعاينها ويعايشها يعرف ذلك ولكن كما قلت جرثومة حب الخير والبحث عن حلول لمشاكل الآخرين تدفع عبد اللاله وغيره للتدخل هنا وهناك …نحن في الأيام الأخيرة من فصل الصيف يعني أن زحمة السياحة قد خفت نوعا ما ولكن الذي لم يقل هو كثرة المشاكل داخل مخفر الكوميسارية،لم أتصور أن الوضع سيكون كارثيا وبهذا الشكل ولم أتصور أن لبعض المواطنين حمولة كبيرة للمشاكل يبحثون عنها ويدفعون في اتجاه العراك والسباب لأقل الأسباب ثم التوجه إلى الكوميسارية…مشاكل لا حصر لها يقف أمامها الضابط مشدوها ، ماذا يفعل؟ القانون واضح عليه أن يستمع لأقوال هذا وذاك ويدون ويطب الشواهد الطبية لإحالة الملف على الوكيل…لكن الذي أثارني بالخصوص هو جرأة المواطنين واستهتارهم بمقر الكوميسارية وبالشرطة عموما،يبدو أننا فهمنا حقوقنا بطريقة خاطئة وإلا فكيف نفسر استمرار العرك والسباب بين المواطنين أنفسهم حتى داخل المخفر بدون أدنى احترام للمكان وللموظف؟هل حقوق الإنسان التي ناضل من أجلها رجالات المغرب وضحوا بسببها عقودا من أعمارهم قضوها وراء السجون وفي مخافر التعذيب، تعني أن نستولي على كل الحقوق ؟ "البوليس" معادلة صعبة في بلادنا وفي كل البلاد العربية، هناك نمطية في التعامل وازدواجية في الخطاب وحتى عندما نحاول أن نحلل نوعية العلاقة مع هذا الجزء من المخزن(لأنه يجب أن نكون واقعيون: الانتقال الديموقراطي لم يكتمل بعد وبالتالي فالشرطة لا زالت في خدمة المخزن قبل المواطن شأنها كباقي مكونات الدولة الرسمية) نجد قمة التناقض المتبادل بين المواطن من جهة وعناصر الأمن من جهة ، سأعطيكم مثالا: عادة ما يطلب منا كإعلاميين أن ننتقد عمل الشرطة وفسادها وهذا هو صلب الموضوع أي النقد البناء، ولكن نفس الأفراد لا يتأخرون في طلب وساطة لدى الأمن بسبب مشكل أخ او صديق تم ضبطه بمخالفة في السير أو بحمل لفافة حشيش…هذا هو واقع الحال: حلال علينا حرام عليهم… مؤسسة " البوليس" لا تخرج عن نمط باقي مؤسات بلادنا فيها الصالح والطالح ، في مدينتي مرتيل يمكنني أن أقول أن رقم الصالحين أكثر، وأنه ربما بحكم أننا في محيط صغير نعرف بعضنا البعض هناك تعامل يغلب عليه الطابع الانساني أكثر من الإداري،وهناك علاقات تكونت بحكم السنين جعلت مشاكل المدينة أقل نوعا ما مما هي عليه في مناطق أخرى، (وإن كان ملف الدعارة والمخدرات القوية بالخصوص يتطلب حلا جدريا وصارما وإلا ضاعت المدينة..)ولكن الذي يطلبه المواطن هو توسيع دائرة الاشتغال وتعزيز المفوضية ولا نقصد التعزيزات الترقيعية التي تتم فقط في فصل الصيف … المواطن يطالب بتوفير أمن موسع طيلة السنة وتوفير الامكانيات الكفيلة لمحابة الافات الخطيرة خاصة أننا في مدينة جامعية يا سادة !! كما قلت شخصيا وإن كنت أرفض أن أنشر أخبار ضبط :سكير وإحالة لص صغير وتوقيف عصابة من أطفال مراهقين ووو… حتى لا ابدو مساح الكابة-)إلا أننا مطالبون بين الفينة والأخرى بوقفة ونظرة لملف البوليس في مدينتنا الصغيرة. وأعتقد أن فترة الشتاء ستكون أحسن فرصة لجمعيات المدينة ولأحزابها السياسية ولنخبها لطرح ملف الأمن والبوليس بمرتيل على طاولة النقاش السليم والصريح للخروج بحلول عملية.بعيدا عن المزايدات والاشهارات المجانية.