لا زال هذا المثل الشعبي المعروف مند الأزل يتداول بين الناس ، فعلى من سننعت بهذا المثل في أيامنا هذه، بكل بساطة على جاليتنا التي كانت مقيمة بالديار الإسبانية خاصة ، كيف ذلك ؟ فمنذ أن عصفت الازمة المالية بداية 2008 بأروبا و التي إنعكست بشكل سلبي و مباشر على الإقتصاد الإسباني و بالتي على المغاربة المقمين بإسبانيا ، فكانت بداية العودة إلى الوطن نظرا لعدم وجود عمل هناك سواء مباشر او غير مباشر ، و كانت نسبة مهمة من سكان مدينة تطوان المقيمة بشبه الجزيرة الإيبرية و بالجزر التابعة لها قد عادو و معهم أسرهم و منهم من عاد بخفي حنين ، فالبتالي تراجعت مداخيل العملة الصعبة ، فقبل الازمة كان كثير من قاطني تطوان يستبشرون خيرا بعودة دويهم من إسبانيا حاملين معهم نصيب مهم من " الاورو" فينفقونها هنا و هناك فينعكس ذالك إيجابيا على خزينة الدولة ، لكن ماذا أصبح اليوم يحدث بمدينة تطوان؟ مع عودة الكثيرين إلى المدينة بلا عمل أصبح كل فرد منهم سواءا أكان متزوجا أم أعزب يبحث عن مصدر رزق يقتات منه فالتجأ أكثرهم إلى التجارة لكن بشكل سلبي على إقتصاد المغرب ، نعم بشكل سلبي ، فقد اشتروا سيارات التي تحمل فيها السلع و التي يطلق عليها بالعامية إسم " فوركونيط" ياتون بها من إسبانيا محملين بشتى أنواع البضائع يبعونها في أسواق المدينة و أحيانا على قارعة الطارق . فبالأمس القريب من كانو يأتون بالعملة من الخارج أصبحو اليوم يعملون في الإتجاه المعاكس فتخرج العملة من المغرب إلى إسبانيا ، ففيهم قيل المثل " الفقيه اللي كنا كنتسناو بركتو كيدخل الجامع ببلغتو"