" فاسدة اقلقها ميلاد المرصد المحلي للنزاهة و مناهضة الفساد بمرتيل" في اطار انفتاح الجريدة على فعاليات مدنية وسياسية بالمدينة كان لنا حوارا شيقا مع منسق المرصد المحلي للنزاهة ومناهضة الفساد بمرتيل الاستاد "منعم أولاد عبد الكريم " ، أستاذ اللغة الاسبانية، حاصل على ماستر في العلاقات المغربية-الاسبانية من جامعة عبدالمالك السعدي؛ إضافة إلى دبلومات في الصحافة و الثقافة الاسبانية من جامعات إسبانية كغرناطة (2001) سانتياغو دي كومبوسطيلا (2005) و قاديس (2012). فاعل حقوقي و جمعوي، عضو مؤسس لجمعية الشباب المغربي المهتم بالحضارة الاسبانية (2001) و لمنتدى جمعيات مرتيل (2002). له عدة مقالات منشورة بكل من ‘البايس'، يعتبر من الفعاليات الديناميكية بمرتيل ,,,, هذا نص الحوار: 1. المرصد المحلي للنزاهة ومناهضة الفساد مهمته حسب القانون الاساسي جد فضفاضة هل لكم ان تحدد لنا الاولويات التي ستنكبون على معالجتها ؟ -بسم الله الرحمن الرحيم. أود أول الامر أن أشكركم على هده الاستضافة الطيبة. و جوابا على سؤالكم أقول أنه من الأمور التي تحسب للمرصد المحلي للنزاهة و مناهضة الفساد بمرتيل كونه يتوفر على رؤية واضحة لكيفية معالجة ظاهرة الفساد بمرتيل مكنته من تحديد أهدافه و مجالات اشتغاله بدفة متناهية. اما فيما يخص القانون الاساسي فهو لا يشكل سوى إطارا عاما يرسم لنا طريق عملنا و يوجه مساراته بوضوح تام. فهو حدد محاور اشتغال المرصد في شطرين : شطر خاص بمناهضة الفساد و فضح الممارسات الغير مشروعة التي تقوم بها مختلف المؤسسات العمومية و الهيآت المدنية و الموظفين و المنتخبين المشرفين على تدبير الشأن العام المحلي؛ فيما يركز الشطر الثاني على التحسيس و التوعية بمخاطر استفحال ظاهرة الفساد سواء من الناحية الاجتماعية، الاقتصادية أو السياسية ، بالإضافة إلى دعم و تحفيز الكفاءات النزيهة من خلال جوائز رمزية سنوية و دورات تكوينية للتربية على النزاهة و ترسيخ الحكامة و الشفافية في تدبير الشأن العام المحلي. و هو ما سيترجم في شكل برامج دورية و سنوية دقيقة ريثما يتم تفعيل دور المركزين و اللجان المشكلة للمرصد مع توفر الاعتمادات المالية و المادية الضرورية لذلك. على أي حال تبقى مسألة القطع مع التطبيع مع الفساد و إرساء ثقافة النزاهة أولى أولوياتنا في المرحلة الراهنة. 2. هل تعتبرون المرصد هو بديل لجمعية محاربة الفساد؟ - لا أبدا، كل ما في الامر اننا نتوفر على تصور مختلف لكيفية معالجة معضلة استشراء الفساد في مختلف مجالات الحياة العامة بمرتيل، رغم أننا نحترم و نقدر كثيرا العمل الذي يقومون به الاخوة في فرع مرتيل للجمعية الوطنية لمحاربة الفساد. و أملنا أن نكون إطارين متكاملين لا متعارضين. نسعى سويا إلى مجابهة وحش الفساد و خدمة الصالح العام كل من موقعه. كما أننا نبقى مستعدين للتنسيق فيما بيننا كلما استدعي الامر ذلك. 3. بمرتيل لوبيات الفساد ترى في ظهوركم على الساحة عنصر تهديد لمصالحها ، هل انتم واعون بجدية الموقف؟ - فعلا، هناك جهات فاسدة و مفسدة - الكل يعرفها - أقلقها كثيرا ميلاد المرصد المحلي للنزاهة و مناهضة الفساد بمرتيل و هي لم تمهلنا كثيرا حتى تبدأ في وضع العراقيل في طريقنا و دس الدسائس و مضايقتنا بوسائلها الماكرة و الخسيسة المألوفة و المعروفة، محاولة عبثا إجهاض مسار المرصد في مراحله الجنينية؛ لكننا واعون كل الوعي بهذا الأمر و ملمون بكل أبعاده و لن يثنينا كل هذا عن مواصلة سعينا لإرساء قواعد هذا المشرع الحقوقي الفريد و الواعد الذي نحن بصدد بناءه. 4. يعاب على المرصد انه يضم بين صفوفه عناصر لها ارتباطات سياسية ومنها من ساهم في جزء من افساد الحياة السياسية والاقتصادية ، كيف تتعاملون مع هذا الوضع الذي يبدو سرياليا شيء ما؟ - كون ان المرصد المحلي للنزاهة و مناهضة الفساد بمرتيل يظم في صفوفه أطرا نزيهة ذات انتماءات سياسية مختلفة يشكل من منظورنا نقطة قوة بالنسبة لنا. على اعتبار ان الانتماء السياسي-الحزبي لم يكن ابدا مانعا في وجه صاحبه للخوض في القضايا العادلة و المشاكل التي تعيق تنمية المنطقة التي يمثلها كمعضلة استشراء الفساد. و هذا فعلا ما يغيض و يقلق راحة بعض خصومنا. رغم انه يجب التأكيد على أن لا أحدا من العناصر المكونة للمكتب التنفيذي للمرصد سبق له أن تقلد أية مسؤولية فيما يخص تدبير الشأن العام المحلي أو التصرف في المال العام. و شخصيا لا أرى أي تناقض أو غرابة في هذا الأمر. كل ما هناك أننا في مرتيل ابتلينا ببعض النماذج من الساسة الذين لوثوا الحقل السياسي و أساءوا للسياسة و حولوا المدينة إلى مستنقع تستفحل فيه كل مظاهر البشاعة و الفساد، حتى صار الانتماء السياسي كيفما كان نوعه شبهة لذا البعض. و هذا طرح لا يمكننا أن نتبناه ابدا في المرصد، بل لا يسعنا إلا أن نرحب بكل نزيه و صادق و غيور على مرتيل كيفما كان توجهه أو انتماؤه. فليس من حقنا بتاتا أن نحاسب أو نحكم على أحد انطلاقا من انتماءاته السياسية أو الايديولوجية ما دامت لا تتعارض مع أهداف المرصد، لأن ذلك يبقى من اختيار الشخص و يدخل في نطاق حريته الفردية. 5. ما هو تقييمكم لوضع الفساد بمرتيل. - لا يختلف اثنان في أن مرتيل صارت مرتعا لكل مظاهر إفساد المرفق العام من رشوة و شراء للذمم و ضعف حكامة و غياب للشفافية… مما يولد نوعا من الاحتقان الاجتماعي و السياسي تشكل الفترات الانتخابية أبشع صوره، نظرا لما تعرفه المدينة خلالها من إغراق بالمال اللامشروع و تنافس غير شريف تغلب فيه المصالح الذاتية و العشائرية على البرامج السياسية المعقولة و الرشيدة التي تهدف إلى خدمة الصالح العام. و هذا ما أنتج لنا بمرتيل "نخبا" سياسية متملقة ووصولية و شعبوية تستغل الاطارات الحزبية للولوج إلى الهيآت المنتخبة بكل الوسائل المشروعة منها و المحظورة قصد تحقيق غايات أنانية و غير شريفة بتاتا. و كل هذا يحدث أمام مرأى و مسمع من السلطات المحلية التي تتخذ من السلبية موقفا لها، مما يمكن عده تزكية للفساد و للمفسدين. كما ينتج عن استفحال الفساد السياسي و المالي و الاداري بمرتيل عزوفا لنخبها المثقفة عن العمل السياسي إضافة إلى تشوهات عمرانية بشعة و اختلالات مجالية خطيرة و فوارق اجتماعية فاحشة تهدد الامن و الاستقرار بهذه المدينة التي كانت تعرف إلى حدود أمد قصير بهدوءها و سكينتها.