تزامنا مع الذكرى الثانية لوفاته التي حلت يوم السبت 30 مارس 2013، ينتظر خلال الأسابيع القليلة المقبلة صدور ديوان الشاعر الشاب هيثم أشتيب، رحمة الله عليه، الذي انتقل إلى جوار ربه دون تمكنه من تحقيق أمنيته في إخراج ديوانه الذي سماه قيد حياته: "إن سألوك عني.." إلى حيز الوجود، والذي يضم العشرات من القصائد الشعرية المتميزة، من فصيلة الشعر الحر، التي تركها مرقونة، إذ تكلف والده بجمعها وطبع هذا الديوان الذي سيرى النور في غضون الشهر المقبل بحول الله.. الشاعر الشاب هيثم أشتيب، وهو ابن أخينا وصديقنا ياسين أشتيب، الكتبي الشهير وصاحب مطبعة "ابن عرضون" بمدينة تطوان، من مواليد مدينة تطوان يوم 16 يناير 1993، الذي ترعرع في جو معرفي وشاعري بين أحضان الكتب والدواوين التي تعج بهم مكتبة والده، منذ نعومة أظافره، برزت موهبته الخارقة في ميدان الشعر وهو لم يتجاوز ربيعه الرابع عشر، متأثرا في ذلك بالأجواء التي تربى فيها رفقة والده الذي شجعه بدوره على الاستمرار في هذا النهج موفرا له كافة الإمكانيات المادية والمعنوية قصد تطوير موهبته الشعرية الفريدة، كما ساعده في ذلك التشجيع الكبير الذي لقيه من طرف ثلة من الشعراء والأدباء والدكاترة والأساتذة الجامعيون الذين انبهروا بموهبته المعطاءة في هذا الميدان، حيث لم يبخلوا عليه بتقديمهم له النصائح والتوجيهات اللازمة مشيدين بعطاءاته العالية في هذا المجال، ونخص بالذكر من بين هؤلاء الذين احتضنوا تجربته المتفردة، الدكتور محمد أنقار الذي كتب له مقدمة ديوانه السالف الذكر، والدكتورين الجامعيين، عبد الطيف البازي ومصطفى الحنفي، والأستاذين، حسن بيريش وحسن مرصو، وغيرهم كثير…، كما تم نشر العديد من قصائده في عدة صحف ومجلات وطنية وأجنبية، حيث لقيت استحسانا وإعجابا واسعين من طرف كل المهتمين بقضايا الشعر والأدب وطنيا ودوليا، خاصة لدى بعض دول الخليج العربي.. وقد خلف رحيله المبكر، وهو لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره، حزنا وأسى عميقين في نفوس كل من تعرف عنه من أصدقائه وزملائه في الكلية، حيث كان يتابع دراسته بالسنة الأولى في شعبة القانون العام بالكلية المتعددة التخصصات بتطوان، ولدى أساتذته الذين كانوا يكنون له حبا وتقديرا خاصين لما كان يتحلى به، رحمه الله، من أخلاق عالية وتفوق متميز في مساره الدراسي وموهبة خارقة في مجال الشعر والأدب، كما كان لرحيله أبلغ الأثر وأعمق في نفوس أسرته الصغيرة، خاصة والده الذي كان شديد التعلق به طوال حياته ولما قدمه له من مساعدات ووفر له من إمكانيات قصد بروز موهبته وشيوع اسمه كواحد من أبرز الشعراء والأدباء المعاصرين، خصوصا وأن كل الظروف كانت ستساعده على ذلك.. وللإشارة، فإن المرحوم خلف وراءه أزيد 150 قصيدة شعرية، جلها ينتسب لفصيلة الشعر الحر الذي كان يعشقه حد الهيام، وكان منتهى أمنيته أن يراها على شكل ديوان مطبوع يزين رفوف المكتبات العامة والخاصة، إلا أن مشيئة الله سبحانه وتعالى اقتضت أن يختاره إلى جواره قبل تحقيق مبتغاه، وهي الأمنية التي أبى والده إلا أن يحققها له ولو بعد وفاته، لتكون بذلك خير تخليد لذكراه الثانية هذه السنة… وبهذه المناسبة نقدم للقراء الكرام والمهتمين إحدى قصائده المتميزة من ديوانه السالف الذكر والذي يتواجد حاليا في مراحله الأخيرة من الطبع، وهي تحت عنوان: "حاكم مدينتنا"، هذه الأخيرة إن دلت على شيء فإنها تدل على عبقرية صاحبها، وكل من سيقرأها ويتأمل معانيها فحتما سيلاحظ مدى مطابقتها لواقعنا الحالي المعاش في قالب مجازي رائع واستعارة تمثيلية دقيقة… حاكم مدينتنا حاكم مدينتنا رجل متدين حتى النخاع يصلي ست مرات في اليوم يؤدي زكاته ب"سرية تامة" يصادق الكلاب (الوفية) وينفر من البشر بدعوى أن كل البشر خائنون منافقون محبون للغيبة أمر بقطع كل الورود الحمراء في المدينة فالأحمر لون الحب والحب حرام في الإسلام يعشق النهود العارية تلهمه الحلمات البارزة لدرجة أنه أصدر قرارا بإغلاق جميع محلات الحمالات النسائية لأن الحرية حق في الشريعة الإسلامية ومبدأ أساسي في قانون الليبرالية منع التسول لدى النساء لأن اليد العليا خير من السفلى فأسس معاهد لتعليم البغاء وإتقان فنونه حاكم مدينتنا رجل متدين حتى النخاع لدرجة أنه منع العلاقات الزوجية فالرجال يضربون زوجاتهم ليتخذ كل النساء حريما في قبة قصره حاكم مدينتنا رجل متدين حتى النخاع لدرجة أنه أمر بإغلاق جميع الحانات ومصادرة جميع قارورات النبيذ ليضمها في الأخير لمشربه الفاخر في الحديقة الخلفية لقصره …