خرجَت علينا بعض الصحف المحسوبة على التقدمية و حرية الرأي و الدفاع عن حقوق الإنسان ، كما يدَّعون ،وربما ما لها من هذا سوى نصيب العناوين الكبيرة ، بعناوين في صفحاتها بأن القرضاوي يثير فتنة أخرى ، وكأنه صاحب إثارة الفتن ، كل هذا على ما طالب به الحجاج في خطابه ليوم الجمعة بأن يدعوا على إيران والصين وروسيا وحكام سوريا ، وكأن كل هؤلاء يدافعون عن الإسلام والمسلمين وعلى العرب المقهورين . كلام السيد القرضاوي كلام في الصميم ، كلام عالم مرموق ، كلام حق ، تحليل صائب ، لكن للأسف هناك من بني جلدتنا من يدين ويستنكر كلام العلامة القرضاوي ، لأنه سبَّ إيران أو طالب بالدّعاء على إيران ، يفهمون أن إيران دولة مواجهة إسرائيل !!!! وأن حزب الله اللبناني وقف وقفة شجاع أمام إسرائيل !!!!! نعم هذا فيه نصيب من الصحة و فيه من الشك نصيب ، لكن قبل الوقوف ضد العدو أو موازاة مع هذا العمل ، علينا بالوقوف مع الصديق أو الأخ المسلم و خاصة مع المظلوم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((انصر أخاك ظالما أو مظلوما ))، قالوا ننصره مظلوما لكن كيف ننصره ظالما؟ قال (( رُدّوه عن ظلمه )) أو كما قال صلى الله عليه وسلم . فهل فعلت إيران هذا ؟ هل رَدّت النظام السوري عن ظلمه لشعبه الذي خرج يطالب بالحرية ؟ بل ساعدت النظام على قهر الشعب السوري و قتله بل على تدمير سوريا وكل مدنها التي كانت زاخرة بالتاريخ و الأصالة الإسلامية ، فلمَا لم تساعده في تحرير الجولان مثلا ؟ أليست هي عدوة إسرائيل ؟ أو هو كلام في كلام للتظليل وجعل الغشاء على أعين الناس من العرب خاصة ، وتزيين صورتها أمام الشعب العربي المقهور من نُظمه ومن كل ما يجري حوله في قضاياه الكبرى القرضاوي رجل عالم ونحن لا يمكننا أن نستوعب كل ما يقول وكل ما يريد إيصاله للعالم ، لذا من هذا المنبر أناشد أعداء القرضاوي الذين يتهمونه بالعمالة لحكام قطر أن يراجعوا أنفسهم ويتركوا الرجل يعمل في مجاله . فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول :((إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر)) وهذا والله أعلم ليس للحاكم فقط بل حتى للعالم المجتهد. و المدهش أن بعض هذه الصحف تثير فتن الغرائز بصور نساء عاريات تقريبا على صفحات جرائدها و تحرض الفتيات والفتيان على الخروج عن طاعات أبائهم وعن تعاليم الدّين الحنيف ، وتُشجع على الفاحشة و تنتقد من يحارب القمار أو الخمر، و تدّعي بهذا الحداثة و الحرية . حقيقة انقلبت المفاهيم ، وصار العدو صديقا والصديق عدوا ، و الأخلاق الكريمة تراجعاً، والأخلاق الرّديئة تقدماً . اللّهم لا ترزقنا تقدّمهم ، و احفظنا من حرياتهم ، و أسألك ربي أن تهدينا و تهديهم و أن تحفظ شيخنا القرضاوي من ألسنتهم ومن كل سوء آمين .