الدوافع إلى اختيار هذا المشروع: د.1: غياب الرؤى، فقدان الخيال، ضعف روح المرح، العجز عن الحلم وبالتالي استحالة الحب، وانعدام الثقة والأمل.. د.2: لاحظنا أن مهمة التربية الأساس هي إعادة الإنتاج (إنتاج نفس العقليات والنخب، واتخذ المعلمون الطريقة التلقانية في التدريس- نظرا للإكتظاظ- بدل غرس روح البحث ومساعدة المتعلمين على تنمية قدراتهم ومواهبهم وتوجيهها الوجهة التي تناسبها...) ولاحظنا أن التعليم السائد: *هو تعليم تقاني يصنع عقولا قانونية دوغمائية.. * تعليم ميتولوجي تلقيني يخرج عقولا راكدة أسطورية، ويغيب بين العقلين السؤال النقدي: لماذا؟ كيف؟ وسمة العقل الأول تلقي العقائد الجاهزة بدون منافسة...وسمة العقل الثاني تلقي المعارف على صورة أساطير ورواية حقائق جاهزة، وقد نتج عن هذا الوضع "متلقي" سلبي يحيا انشطارا ويندفع إلى الهروب والإنكماش والتقوقع....والتيه د.3: التحول الذي عرفه الكون، إذ انتقل من هندسة المال إلى هندسة المعرفة ومن الإهتمام بالموارد المالية إلى الإهتمام بالموارد البشرية.... د.4: تواجدي بمؤسسة تعليمية ووقوفي على تفاقم ظاهرة الغياب والإنقطاع...والكتابة على الجدران.... فطرحت من داخل مجلس التدبير أمر تأسيس مركز للإستماع يعنى بشأو محور العملية التعليمية /التعلمية، فتمت الموافقة وبالإجماع.... على إحداثه. إن معلوماتنا ظلت قاصرة على المقررات التعليمية، وظلت معارفنا متعلقة بالشهادات والمناصب ولم نخط أية خطوة جديدة، بينما تقوم الحضارات والإبتكارات على جهود العلماء وإخلاصهم في قراءة ما في الكون من أمور مجهولة، ثم خدمة الناس بتقديم المعلومة المنظمة والمضبوطة. هذا في المجال المادي أما في مسائل الروح والأخلاق فلا حقائق تكتشف وإنما نقف على تطور أساليب الفهم لهذه الحقائق كما تتطور أساليب عرضها وتطبيقها... الهدف من هذا المشروع : لا بد لنجاح أي مشروع من تسطير الأهداف المرجو تحقيقها والمأمول التعاون على إخراجها للوجود ولهذا يلزم أن : أ- أن نستشعر الخسارة التي مني بها تعليمنا منذ تخلى عن قوانين البناء المعرفي، عن تراكم المعرفة الكمي والكيفي، عن القراءة التي هي أصل بناء أي مشروع فكري أو حضاري... ب. أن ندرك أن المعرفة وحدها دون إيمان لن تساهم في بناء أنسنة جديدة لهذا العالم.. ج- أن نعي الوضع الإنهزامي والتخلف الفكري الذي نتخبط فيه ونحاول النهوض بأمتنا من خلال تصحيح صورة المتعلم وأن نساعده على الحلم بصوت مرتفع ونعينه على تجسيد وترجمة خياله في الواقع الملموس... المشروع المقترح : * الدافع إلى المشروع :-تقديم خدمات للمتعلم. - القضاء على التسرب أو التقليل منه. - نشر الثقة والحب بين المتعلم وذويه، بينه وبين زملائه ومعلمية ومن تم بينه وبين المدرسة.. 1- النسبة المئوية الضعيفة المحصل عليها في متابعة المتمدرسين لتعليمهم كثرة غيابهم انتشارالعنف بينهم... 2- فشل جل الخطط الإصلاحية بدليل الواقع المعيش والإحصئيات الميدانية والدراسات القائمة وتقرير البنك الدولي خير دليل وتدخله أسوء بديل... * الهدف منه: تحسيس المتعلم بوزنه داخل محيطه الأسري و المدرسي ، وتحسيسه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، ومحاولة إشراكه وبقوة في بناء مجتمعه وأمته ... ج. السند الشرعي للمشروع: 1- قوله عز من قائل:"قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع عليم" المجادلة 1 2- وقوله سبحانه:"ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" المائدة 32 د. الفئة المستهدفة: افتتح المركز لخدمة المتعلمين أساسا لكنه استقبل بعض الإداريين والمربين ..... ه. تقنيات العمل: - الإحسان في التعامل - الإنصات بأدبياته الواسعة... - (وظفنا تقنية الكتابة المعتمدة للبوح في هذا الشريط) "Ecrire pour bien exister " - الكتابة: خلاصة أولية: الشركاء: أطباء نفسانيين، محللين نفسانيين، مسؤولين رياضيين، باحثين في مجال التربية وعلم النفس. وهذا المشروع توافرت فيه مواصفات النجاح والتكامل نذكر منها: - الإنطلاق من مرجعية إسلامية.. - الإنسجام مع الواقع.. - الوضوح والواقعية. - الشمولية في الأهداف والتركيز على ثالوث التنمية.. - قابليته للتنفيذ والتطبيق. - إشراك ثلة من الفاعلين التربويين.. إن سياسة غض الطرف عن هذا المشكل المطروح بحدة في مؤسساتنا التعليمية ساهم في تفاقم الظاهرة.. كما أن غياب الجانب التطوعي حال دون نجاح مخططات العلاج، وقبله الوقاية من الوقوع في آفات الإدمان والإنحلال.. كما أن الدراسات الإحصائية أثبتت خطورة الظاهرة رغم الحملات التحسيسية المعلنة مع بداية الألفية الثالثة ورغم المجهودات البشرية ذات الصبغة الشكلية. ولا أخال إلا أن الخطر الذي يهدد سلامة وأمن مجتمعنا العقلي والنفسي، والصحي مرتبط بإقبار مناهضي التغيير لهذه المشاريع البناءة كما حصل لهذا المركز الذي أغلقت أبوابه بتاريخ 25/10/2010. ولنقرأ التجربة في سطور: دراسة نفسية واجتماعية لصورة الملتقى في المدرسة المغربية http://bou6.maktoobblog.com كتبهاد. عزيز بوستا Dr. Aziz Boussetta في 20 فبراير 2008 الساعة: 12:50 م دراسة نفسية واجتماعية لصورة الملتقى في المدرسة المغربية نادية البقالي ناظرة بثانوية القاضي عياض بتطوان/ المغرب وحاصلة على دكتوراه الدولة في الآداب ومشرفة على مركز الاستماع بتطوان إذا كان الحق والخير والجمال أمور غير طبيعية في عالم يقوم على الاضطراب والانحلال والنزاع، فإن المدرسة والمربي يأتيان علاجا من حكمة الحياة للحياة، فيبدعان بتلك الصفات الإنسية الجميلة عالمها الذي تكون طبيعية فيه. وفي الوقت الذي حمل(الملتقى) مسؤولية التفسخ والهروب والتسرب، ،أتت هي لتلقي بكامل هذه المسؤولية على كاهل الراشد (أبا كان أو أما، أو مسؤولا تربويا...) لأنه يفترض أن يكون (المستقبل) على رأس أولويات الإستراتيجية التنموية ! إننا مسؤولون عن هذا الوضع الكارثي للأخلاق والمعرفة، وقد ساهم ضعفهما في تخلفنا وبعدنا عن عالم الإبداع؛ بل حشرنا في مفهوم الأمية الجديد، إذ يجهل معظمنا كيف يمحو ما تعلمه كي يتعلم كيف يتعلم من جديد.1 وإيمانا منا بأن التنمية العلمية والاقتصادية والاجتماعية، رهينة باهتمامنا بالعنصر البشري، وبتزايد شكوى (الباث والمتلقي) من تكدس برامج التعليم، ومن كونها متجاوزة، لا تهيئ مستقبليها لولوج المستقبل بكل ارتياح! فكرنا في خلق مركز للاستماع بأم مؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي بالشمال: ثانوية القاضي عياض، وانطلقنا من طرح فرضيات أتت كالتالي: ف1: أن الاهتمام بالمتلقي سيحد نسبيا من ظاهرة التغيب والانقطاع!! ف2: أن الاستماع له سيحد من ظاهرة الإدمان والانحراف!! ف3: أن مشروعا إنسيا كهذا سيجعل رواد هذه المؤسسة المصغرة يقبلون على تنظيم حياتهم وتحديد هدفهم في الحياة لأنه بدون هدف لا يوجد نظام !! وللتحقق من مدى صحة هذه الفروض نقترح قراءة هذه التجربة في سطور: - في سنة 2004 افتتح المركز . - تحت شعار:" ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" المائدة23. - الدكتور المعالج السيد: عزيز السعود: أخصائي في الأمراض النفسية والعصبية وعلاج الإدمان والكحول، أشرف على أكثر من 16 حالة. رحل منها اثنان: أحدهما مدمن مخدرات(حالة5). والآخر مصاب بالسرطان(حالة11). وأقلعت الحالة 12 عن التدخين والمخدرات وشرب الخمور..و..، وذلك بجلسة واحدة بالمركز، إذ أوصى د.بإخبار أولياء أمورها بأنها تدخن! فتم ذلك، فتكلفت أمها بعلاجها، إذ عملت على سجنها بالبيت ولازمتها شهورا، وبذلك نجحت هذه الأم البطلة في سحب المواد المخدرة من جسم قريبة قلبها. كما استقبل المركز عددا آخر من المدمنين الذكور ونجح الدكتور في إقناعهم بالمتابعة وملء الفراغ بممارسة أنشطة رياضية أو هوايات أخرى أفصح عنها المدمنون في حديثهم الحر . وعرض على المركز ثلاث حالات اكتئاب حاد، إذ كانت لهم محاولات انتحار فاشلة-تابعها الدكتور بعناية مركزة وبوصفات طبية دقيقة ، إلى أن أخرجهم من هذه الأوضاع النفسية المتردية. كما تابع المركز حالات الانحراف الأنثوي، إذ نجح في توجيه وإنقاد بعضها وفشل في استئصال ما تجذر بداخل بعضهن من سلوكات شاذة !! أما الحالات الأخرى التي تابعها المركز، فهي حالات الانهيار الناتج عن سوء التغذية (Hypoglycémie). وأشرف على المركز بعد الدكتور عزيز سعود الدكتور عبد الكريم المقدم: مختص في التحليل النفسي وملحق سابق بمستشفى الأمراض العقلية سانت آن – باريس. هذا واستقبل الحالة الثانية بعد تغيب الحالة الأولى – التي علمنا في ما بعد أن ذويها تشاجرا ليلا ففرت الأم وهي تحمل جنينا في أحشائها على الساعة الثالثة ليلا – واحتضن الأب الإخوة الثمانية للمريضة فلم تجد من يصحبها إلى المركز . وتبين من استماعه لها (ح2) أنها تعاني من الهستيريا، وكان أحد الأطباء النفسيين قد أخبرها أنها مصابة بالصرع ... وبمعاينته للحالة الثالثة تبين أنها تعاني من غياب الحاجات الأساس كالطعام ومن غياب الحصانة والأمن. أما الحالة الرابعة فتم عرضها على الطبيب للنوبات التي تعرفها في الحصص الدراسية. وتبين من حديث رواد المركز ومن مناقشة المختصين لملفاتهم أن: - الخلل يكمن في المدرسة المغربية التي لا تقدم البدائل لهؤلاء(المتلقين) الذين سئموا إعادة إنتاج لأجدادهم وآبائهم داخلها!! - في البيوتات التي ينطلقون منها منكسرين ،فالأب غيبه الموت أو الفقر أوالبطالة أو الإدمان والانحراف! والأم تسارع إلى إنقاد صغارها من آفة الجوع، فتغادر البيت على الساعة الرابعة صباحا، وتكون وجهتها مصنع (الكامبا) بمرتيل أو سبتة... - ضيق المسكن والاكتظاظ بالفصل الدراسي – شكلا نقطة رئيسة في حديث معظم (المتلقين) قال أحدهم بعد ما سألته عن عنوانه : نسكن غرفة ضيقة في الصومال تأوي أسرتنا المكونة من 9 أفراد !! قال آخر: نقطن غرفة تكتم أنفاسنا وعند حضور أبي على الساعة 2 أو الثالثة ليلا يخرج معظمنا منها ويضرب أمي و أحظى دائما برحابة الشارع !! خلاصة نتائج هذه التجربة : من خلال استقراء حديث رواد المركز، وقراءة البرامج التربوية يمكن الوقوف على مكانة المتقي وقيمته في المجتمع وأسلوب تنشئته وتكوينه، وانطلاقا من افتراض أن مجال الحديث البوح يوفر لنا مادة خصبة للاطلاع على الحياة النفسية والاجتماعية لهذه العينة،و من خلال هذه النتائج العامة أمكن معالجة تساؤلات طرحناها في البداية. * الفرض الأول: يشير إلى أن الاهتمام بالمتلقي سيحد نسبيا من ظاهرة التسرب والهدر ،وقد تأكد صحة هذا الفرض من خلال محاولة لحصر أسباب الإدمان و الانحراف في: 1- الخواء الروحي. 2- ضعف الإرادة،يدفع بالمتلقي إلى تحقيق رغباته ،كما ينتج عنه صراع مع الأنا من خلال نمو الإنفعالات المتعلقة بالضمير الأخلاقي (الشعور بالذنب ). 3- انحلال الصلة بين أفراد الأسرة وإهمال الوالدين لأبنائهم . 4- عدم تجاوب المتلقي مع البرامج التربوية، وحبهم المفرط للمواد المتسمة بسمة الكونية كالإعلاميات والتربية البدنية !! ومن متابعة الطبيب المختص لهذه الحالات بتركيزه على ملء الفراغ لديهم، وبوضع برامج وخطة للعمل تتسم بالتركيز والنظام، تبين أن الاهتمام من شأنه أن يحد من الظاهرة السابقة الذكر؛ فجل المتلقين الذين صرحوا في أحاديثهم أنهم لن يكملوا تعليمهم، تابعوا وحصلوا على الباكالوريا ومنهم من يتابع تعليمه العالي. * الفرض الثاني: يشير هذا الفرض إلى أن الاستماع للمتلقي سيقلل من الإدمان والانحراف. وهذا لم تتأكد صحته نظرا للجلسات المحدودة لهؤلاء المدمنين، ونظرا لعدم تعاون الأسرة مع المركز،اللهم الحالة رقم 12، والتي أبدت فيها هذه الأم قدرة على احتواء هذا المشكل. * الفرض الثالث: ويرى أن مشروعا كهذا سيجعل رواد المركز يحددون أهدافهم وينظمون حياتهم. وقد تأكدت صحة هذا الفرض من خلال متابعة المتلقين بتعاون مع الأساتذة الذين صرحوا بحدوث تغيرات جذرية نذكر منها: - حضور المدمنين في الحصة الأولى وهذا ما لم يسبق له أن حدث، إذ يحضر المدمن في الحصة الثالثة أو في الحصة الأولى زوالا!. - متابعتهم للبات . - مشاركتهم في صناعة الدرس وفي إجراء بعض الأنشطة . - حديثهم عن ما بعد الباكالوريا. وأخيرا فإن المعالجة العلمية لهذه التجربة تكشف أن هناك مشاكل وتناقضات اجتماعية عبر عنها (المتلقون) . وأتت كالتالي: - مشكل أبناء العاملات و الموظفات اللائي لا يجدن مساعدة لتربية أبنائهن خلال أوقات العمل، وهذا يولد لدى المتلقي الإحساس باليتم، - كما عبر عن ذلك جل الرواد- كما يحملهم باعتبارهم الأكبر سنا- مسؤولية تدبير شؤون الإخوة والبيت. وفاقد الشيء لا يعطيه !! - الملتقي يقضي معظم وقته بالشارع، فتحدق به الأخطار من كل جانب !! - عدم اهتمام النظام التربوي بمشكل المنحرفين والمدمنين والمتخلفين دراسيا. - عدم إبراز دور العلم في النهوض بالمجتمع وتأهيله لمواكبة المستجدات .وعدم توعية المتلقين بخطر الخرافة على مسارهم العلمي وعلى صحتهم النفسية . - عدم إبراز ما للأمية – بالمفهوم الجديد- من تأثير في عرقلة التطور الاجتماعي... وخلاصة القول: أن المدرسة المغربية لا تزال أمامها عدة قضايا ومشاكل ذات علاقة بمستقبل المتلقي وتطوره تتطلب الاهتمام والمعالجة . فالاهتمام بمشروع المرأة والرجل كفيل بالنهوض بالمجتمع برمته وتطويره هذا على ألا يكون حل هذه المشاكل المزمنة التي تواجهنا بنفس العقلية التي أوجدتها.3 د. نادية البقالي 1- حديث الخميس:يقصد من الحديث ما يبوح به رواد المركز من أمور تتعلق بحياتهم الأسرية والاجتماعية والمدرسية والجنسية... والخميس هذا فيه إشارة إلى وقت الجلسات. 2- ألفن طوفلير: Alvin Toffler 3- يون بيغلاتوف: Von Berlatouf 4 - ألبرت أنشتاين : Albert Anchtayn تعد تجربة مركز الاستماع بتطوان أول تجربة في المغرب الحديث