عرفت عدة جهات من الجزائر وقوع اعمال عنف ومواجهات بين المواطنين وقوات الامن وذلك منذ فتح ابواب مكاتب التصويت الخاصة بالانتخابات الانتخابات المحلية التي بدأت صباح اليوم الخميس 29 والتي يتنافس فيها 52 حزبا و200 قائمة مستقلة . وعرفت كل من جماعة تاكربوست وأغبالو في منطقة القبائل مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الامن بعد ان عمد السكان إلى إغلاق مكاتب التصويت وتمزيق اوراق الانتخابات وتدمير الصناديق، وذلك احتجاجا على الاختلالات التي شابت هذه العملية، وخاصة عملية الانزال التي عرفتها هذه الجماعات من طرف عناصر الجيش بالزي المدني، وذلك بغية التصويت وهو ما رأت فيه الساكنة تناقضا مع خطابات الحكومة التي تقول بضرورة التزام العسكر بالتصويت في دوائرهم الاصلية.
وتشمل الانتخابات الجزائرية على أصوات أكثر من 20 مليون ناخب مدعوون للتصويت على 185 ألف مرشح لشغل مقاعد 1541 مجلسا بلديا و48 مجلسا ولائيا ومجلس محافظة وسط توقعات بارتفاع نسبة عزوف المواطنين بسبب برودة الطقس وتساقط الثلوج في أغلب البلاد وتخوفات المعارضة من وقوع تزوير لصالح أحزاب السلطة.
وتعد هذه الانتخابات - التي تستمر يوما واحدا - ثاني اقتراع تشهده الجزائر بعد "حزمة إصلاحات" أطلقها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مطلع العام الجاري شملت قوانين الانتخابات والأحزاب والجمعيات والإعلام لمواجهة موجة الربيع العربي.
وكانت الحملة الانتخابية قد اختتمت الأحد الماضي بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من المهرجانات والتجمعات الحزبية التي حاول فيها المرشحون والأحزاب إقناع الناخبين بالمشاركة في الانتخاب والتصويت لصالحهم فيما وصف المراقبون هذه الحملة بأنها الأكثر برودا بسبب فقدان المواطن للثقة في الأحزاب وفي إمكانية التغيير عن طريق الصندوق، فضلا عن التجارب السابقة التي جعلت المواطنين ينظرون بعين الريبة إلى المرشحين، ويقتنعون بأن الانتخابات لن تغير في الأمر شيئا.
من جانبها، حملت أحزاب المعارضة الحكومة مسئولية العزوف الشعبي عن هذه الانتخابات لما وصفته ب"حدوث تلاعب بأصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية السابقة بشكل جعل المواطنين لا يثقون في الصندوق، فضلا عن "تقليص صلاحيات المنتخبين على مستوى المجالس المحلية لصالح الولاة ورؤساء الدوائر المعينين من الحكومة وبالتالي فالمواطن لا يرى في المنتخبين أشخاصا قادرين على الاستجابة لمطالبه".