ارتفع عدد قتلى التسونامي الذي ضرب أندونيسيا إلى 373 قتيلا، اليوم الاثنين، فيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن الجثث تحت الركام، بالأيدي أحيانا وبواسطة الحفارات والمعدات الثقيلة أحيانا أخرى، وذلك قصد إزالة الحطام من المناطق المنكوبة المحيطة بمضيق سوندا. وتم إجلاء الآلاف من السكان إلى أراض أكثر ارتفاعا، فيما يحذر الخبراء من احتمال أن تضرب أمواج تسونامي جديدة المنطقة. وأفاد المتحدث باسم وكالة الكوارث الوطنية بورو نوغروهو، اليوم الاثنين، بأن نحو 1459 شخصا جرحوا وفقد 128 آخرون، مشيرا إلى أن "عدم وجود نظام للإنذار المبكر يفسر عدد الضحايا المرتفع، فلم يكن لدى الناس الوقت لإخلاء المكان". ودمر التسونامي آلاف المباني التي تحولت إلى أكوام من الحديد على طول شاطئ كاريتا، الذي يرتاده الكثيرون على الساحل الغربي في جاوا. وأكد مسؤول في وكالة الكوارث الوطنية أن "الجيش والشرطة يبحثون بين الركام عن مزيد من الضحايا"، مضيفا أن جهود الإنقاذ قد تستمر لنحو أسبوع. ويرى خبراء أن كارثة السبت هي نتيجة لثوران معتدل في بركان آناك كراكاتاو الواقع في مضيق سوندا، والذي تسبب في انهيار جزء من الجبل البركاني تحت الماء مزيحا كتلة هائلة من المياه. وتعد هذه ثالث أكبر كارثة مدمرة تطال أندونيسيا خلال ستة أشهر، وذلك بعد سلسلة زلازل مدمرة ضربت جزيرة لومبوك في شهري يوليوز وغشت، وصولا إلى شتنبر حيث خلف تسونامي تشكل في أعقاب زلزال 2200 قتيل وآلاف المفقودين في بالو، على جزيرة سولاويسي. وتأتي كارثة السبت، أيضا، قبل أسبوع من الذكرى ال 14 للتسونامي المدمر الذي وقع سنة 2004، وهو أكثر الكوارث فتكا في التاريخ، فقد أودى بحياة نحو 220 ألف شخص في عدة دول محاذية للمحيط الهندي، من بينهم 168 ألف أندونيسي. وتعد أندونيسيا من بين أكثر دول العالم عرضة للكوارث الطبيعية، فالأرخبيل ولد من تقاطع صفائح تكتونية ويقع على حزام النار في المحيط الهادئ، وهي منطقة ذات نشاط زلزالي وبركاني قوي.